بدءاً بالأساطير ومروراً بالحكمة، تقدم دولة الصين تراثاً وثقافة صاغت إنسانها على امتداد الأجيال والقرون وحافظت على هويته ومنحته القدرة على الانتاج والإبداع، مما أسهم في ازدهار حضارتها لتواكب مقتضيات العصر حتى احتلت مكانتها في صدارة قائمة أقوى دول العالم، ويتجلى ذلك في جناح الصين في القرية العالمية.
ويطغى على تصميم واجهة الجناح الصيني في القرية العالمية اللون الأحمر وهو السائد في علم الدولة ويرمز إلى دماء المحاربين اللذين سقطوا أثناء الثورة، أما اللون الذهبي فهو مستوحى من النجمات على العلم والتي ترمز إلى طبقات الشعب الرئيسية الموحدة وتشمل الحزب الحاكم والعمال والفلاحين والعسكريين والمعلمين، كما يتخلله مجسم التنين الضخم فوق مدخل الجناح، وهو الكائن الأسطوري الشائع في ثقافتها وأحد الأبراج الصينية الإثني عشر، أما في الداخل فتتوزع مجسمات الجنود في كافة الأرجاء وتعمها أجواء مفعمة بالحيوية والطاقة بحيث تستشعر معها الحركة التجارية الدؤوبة للبلاد، ويعرض الجناح تشكيلة واسعة من المنتجات تشمل الملابس وأدوات التجميل والألعاب وأدوات وديكور المنزل والعطور والمنتجات التراثية الحرفية.
ويعتبر شرب الشاي من العادات العريقة في الصين ويعد إعداده وتذوقه فناً له طابعه الخاص، وتجد في الجناح عدة أنواع من الشاي بنكهات وطرق تقديم مختلفة، وتتلون وتختلف أقداح الشاي فمنها الشاي الأسود الذي يتم جلبه من جنوب شرق البلاد ويتمتع بمذاق غني وقوي، كما يتم إعداد أوراق الشاي في الصين على حسب المناطق بطرق متعددة منها التجفيف والتبخير مما يجعلها متفردة.
وشرب الشاي له عاداته الخاصة التي لا تكتمل دون أواني التقديم، لذا يقدم الجناح الصيني الأباريق وأطقم الأكواب المزينة برسوم ونقوش متناغمة، ولكل نوع من الشاي أواني خاصة به وذلك نظراً للمواد المستخدمة والتي تؤثر على النكهة والمذاق فتجعلها أغنى وأفضل. ويتوفر في الجناح الصيني في القرية العالمية نوع من الشاي يعد الأغلى في العالم يطلق عليه دا هونغ باو وتصل قيمته إلى مليون دولار أمريكي للكيلو، وذلك لما يتمتع به من خصائص طبيه وجودة استثنائية.
كما يقدم جناح الصين مشغولات حرفيه مبدعة مثل الرسم على الخشب باستخدام النار لتشكيل أعمال فنية رائعة، إلى جانب اللوحات والمنسوجات المطرزة.
ولطالما كانت الصين أحد الأجنحة البارزة في القرية العالمية، وتلقى إقبالاً كبيراً من الزوار لما تقدمه من منتجات متنوعة وثقافات تعكس تجانس أعراقها المختلفة وسكانها اللذين يتجاوز عددهم 1.5 مليار نسمة.