لا تكتمل زيارة دبي إلا بتجربة ما تحفل به من مأكولات تقليدية من مطبخها التراثي، وخبايا الأكلات الشعبية الأخرى للجاليات المقيمة على أرضها، فمن ديرة إلى جبل علي تنبثق روائح المأكولات الشعبية التقليدية البسيطة والشهية عبر المطاعم الشعبية المتناثر في إرجاء المدينة، فبين مذاق اللقيمات وخبز الرقاق والخمير والجباب والعيش واللحم والغوزي والأرز والسمك والمجبوس الإماراتي، ورائحة التوابل الشهية والمنبعثة من السمبوسة والبراتا وشاي الكرك الذي يعد المشروب الأول وبلا منازع في المطاعم الهندية البسيطة، إلى الشاورما والبرجر والفول والفلافل والكشري والفتة، والمناقيش والحمص والتبولة والكباب، إلى المندي والتمبورا والتبنياكي. والقائمة تطول، فكل هذه الأطباق وأكثر منها تجدها ضمن قوائم المطاعم الشعبية التي تجدها على الطرقات الرئيسية وفي الممرات الضيقة في دبي، خاصة في المناطق المكتظة بالعمال والمحلات الصغيرة كمنطقة السوق في بر دبي والسطوة والكرامة ونايف، وهي أطباق ومأكولات تلقى رواجا لدى عامة الناس ومن مختلف الطبقات وذلك لبساطة مكوناتها وروعة مذاقها، حيث دائما ما ستجد ما يعجبك ويلفت نظرك ويطفئ جوعك أينما اتجهت في دبي.
تحظى المطاعم الشعبية في دبي بإقبال كبير من السياح الزائرين للإمارة طوال العام بالإضافة إلى مواطنيها والجاليات المختلفة المقيمة هنا، وذلك في ظل ما توفرة هذه المطاعم من تنوع، خاصة فيما يتعلق بالمأكولات الشعبية على المستويين المحلي والشعبي، خاصة بالمفهوم الذي يعكس تعايش جاليات أكثر من 200 جنسية يمثلون سكان الإماراة.
ومن هذا المنطلق يحتفي مهرجان دبي للمأكولات الذي تستضيفه دبي على مدى 23 يومًا في جميع أرجائها بمكانة الإمارة كوجهة رائدة للمأكولات الشهية والمطاعم المتميزة وفنون الطهي، مستعرضًا أهم الملامح البارزة التي تتمتع بها دبي في هذا المجال، وذلك من خلال برنامج متنوع من الفعاليات والأنشطة، والعديد من العروض المرتبطة بالمأكولات والضيافة. ويسلط المهرجان الضوء على الإبداع، والتنوع الغني، والطبيعة المتعددة الثقافات التي تشهدها فنون الطهي في دبي وتنعكس في مطاعمها الفاخرة والشعبية والأطعمة التي تباع على جنبات الشوارع، بالإضافة إلى توجهات الأطباق المحلية الجديدة المستمدة من النكهات العربية والممزوجة بتأثير التنوع السكاني للإمارة التي يعيش فيها حوالي 200 جنسية من أنحاء العالم.
ومع نمو الإقبال على ارتياد المطاعم الشعبية في مختلف اشهر السنة بما فيها خلال فترة إنعقاد المهرجانات والمناسبات، وشهر رمضان الذي يشهد حركة استثنائية للصائمين وقت الإفطار ووقت السحور.
وللمطاعم الشعبية ميزة وخاصية عن المطاعم الأخرى من حيث تصاميمها ومستوى الخدمات التي تقدمها والديكورات التي غالبا ما يطغى عليها الطابع التقليدي البسيط، إلى جانب ما تقدمه من الأطباق التقليدية البسيطة التي تقدمها لزوارها سواء العائلات او الأفراد.
وتتميز المطاعم الشعبية باجتذابها لشريحة السياح الذين غالباً ما يحرصون خلال رحلاتهم وسفراتهم على تجربة هذه النوعية من الأطعمة التي تعكس المفهوم الحضاري لتواصل الشعوب وذلك من خلال الأطباق للجاليات المقيمة حيث تنقل هذه الجاليات مطابخ بلدانها التقليدية المتعارف عليها في إعدادها للرواد، وهنا تجد السياح يستمتعون بالأطعمة الشعبية ومنها المأكولات التراثية للمطبخ الاماراتي التقليدي الذي يتميز بالغنى والتنوع.
بل ان أغلب زوار هذه المطاعم يقضون أوقاتا ممتعة خاصة في ظل الجلسات العربية التي تتيح للعائلات والاصدقاء الالتقاء والاستمتاع بالاجواء التراثية التقليدية.
لذلك فإن الاقبال الكبير من الرواد لهذه المطاعم أسهم في رفع مستوى الخدمة بالمطاعم الشعبية واشعال حدة المنافسة من حيث العروض ونوعيات الأطعمة التي تقدمها في مختلف المناسبات، فهي الى جانب كونها تقدم أكلات شعبية فإنها ايضا مزار سياحي يقصده المقيمين المحليين والزوار القادمين من مختلف أنحاء العالم، حيث تقوم بعض هذه المطاعم بعرض الكثير من التحف والمشغولات اليدوية والصور التاريخية التي تبرز التراث الأصيل للشعوب.