استقطبت القرية العالمية، الوجهة العائلية الأولى للثقافة والتسوق والترفيه في المنطقة في موسمها العشرين، اهتمام زوارها بما تعرضه عبر 32 جناح مشارك وبمعروضات مدهشة تتنوع بين المشغولات اليدوية، والملابس والاكسسوارات، والتوابل، والمنتجات والمواد الغذائية الخاصة، فضلاً عن المجوهرات، والحلي التقليدية، ومنتجات أخرى عديدة.
ويعود مجدداً جناح فلسطين في دورة هذا الموسم للقرية العالمية، ليتألق عبر منتجات عديدة أهمها الكوفية الفلسطينية التقليدية (وهي الوشاح باللونين الأبيض والأسود والمعروف على نطاق واسع برمزيته لفلسطين)، فضلاً عن الزيتون الفلسطيني الشهير، والمنحوتات على خشب الزيتون.
وبين كل هذه المعروضات، يتميز أحد المحال بشكل واضح في جناح فلسطين والذي يقع ثانياً بعد المدخل الرئيسي للجناح، حيث يصيح صاحب المتجر داعيا الزوار إلى تذوق اللبنة الفلسطينية المصنوعة منزلياً بيدي والدته، مبشراً أولئك من غير المتزوجات من زبائنه بالزواج سريعاً، وبرضاء كنات المتزوجات منهن. ونجح صاحب هذا المتجر عبر طريقته الفريدة في التسويق في تحقيق مبيعات خيالية من علب اللبنة التي يحمل كل منها اسم خلاب.
ويعرض صاحب المتجر، الذي يعرّف نفسه باسم حمزة، بكل فخر ملصقات على علب اللبنة يحمل كل منها صورة مظللة لسيدة فلسطينية “أم حمزة” … “أمي” كما يضيف حمزة. وبدأ المتجر في فعاليات القرية العالمية منذ 15 عاماً كمشروع استثماري صغير، وبدأته السيدة “أم حمزة” والتي كانت تعرض أكثر من 25 نوع مختلف من اللبنة في متجرها، ويقول حمزة الذي يدير المتجر حالياً “لقد اشتهرت منتجاتنا وذاع صيتها خلال السنوات الماضية بفضل جهود القرية العالمية، وما وفرته لنا من منصة عرض لأصحاب المشروعات الصغيرة مثلي”.
ويضيف حمزة “شاركنا أنا ووالدتي خلال الخمس عشر عاماً الماضية، وكنا نعرض منتجاتنا في مساحة صغيرة للغاية في الجناح ، وكلما نما حجم تجارتنا، نمت معها مساحة معروضاتنا، لدرجة أنني أستعين بإبني حسن الذي يدرس في المملكة الأردنية الهاشمية ليصبح صيدلانياً، والذي يغادر الأردن من شهر نوفمبر وحتى أبريل من كل موسم لمساعدتي في إدارة المتجر”.
وفي الوقت الراهن، نجح حمزة في تدريب عدد من العمال لمساعدته في تلبية الطلب المتنامي على منتجاته، ويوضح حمزة “بينما بعض أنواع اللبنة يمكن التعرف على طريقة إعدادها من خلال التذوق، فإن بعض الوصفات الأخرى فريدة من نوعها”، بما يدعو حمزة إلى كتمان أسرار مكوناتها، معتبرها من الأسرار التجارية الخاصة بالسيدة والدته.
ومن بين الأنواع الشهيرة للبنة “أم حمزة” ما يطلق عليه “مرحباً بكم في دبي” والمعدة بالطماطم المجففة، والحبات الكاملة من الفلفل الأحمر، وجبن الفيتا، أما النوع الآخر والذي غالباً ما ينفذ سريعاً من المتجر فيطلق عليه إسم “اكسبو 2020” والذي يتميز بلذة طعمه، والذي يظل سر إعداده في طي الكتمان لدى حمزة وإبنه.
ويعرض جناح فلسطين كذلك مجموعة من الأغطية المطرزة للجلسات، فضلاً عن السجاد، الذي يستخدم فيه المطرزون طريقة الغرز المتقابلة، وهي الطريقة الشائعة في تطريز النسيج الفلسطيني، ويتم استخدام هذه الطريقة في التطريز للأغطية التي تلاقي إقبالاً كبيراً عليها في دورة هذا الموسم في القرية العالمية.
أما المنحوتات الخشبية اليدوية فتتخذ أشكالاً مثيرة يدهش بها العارضون الزوار، ويتم تطويع خشب الزيتون المستخدم في صناعة هذه المنحوتات الجميلة باستخدام أدوات يدوية بسيطة فضلاً عن قطع الخشب المميزة التي يسهل تطويعها للنحت خصوصا وأنها مقاومة للتسوس.
قم بزيارة جناح فلسطين هذا الموسم في القرية العالمية، وافتح قلبك وعقلك للتفاعل مع روعة الثقافة والفن الفلسطيني.