لا يمكن تصنيف السياحة الفلسطينية في قطاع غزة كسياحة حقيقية إن حدث وأصبح هناك أفق
حقيقي لها. يسكن قطاع غزة أغلبية ساحقة من سكان محافظين فمن النادر أن تتجول في شوارع القطاع وتجد فتاة
لا ترتدي الحجاب. تمنع حكومة حماس جميع دور اللهو وتجرم تناول المشروبات الكحولية. لا يمكن لحكومة حماس ولا حتى
المجتمع الفلسطيني في قطاع غزة أن يسمح بسياحة على غرار تلك السياحة الموجودة في ماليزيا وقبرص وحتى
الدول العربية المجاورة لفلسطين.
لكن هل يعني ذلك أن السياحة في قطاع غزة ليس لها مستقبل؟ يتمتع قطاع غزة بموقع جغرافي سياحي هام
يتمثل في نقطتين محوريتين. النقطة الأولى هي وجود مواقع أثرية غنية في هذا القطاع حيث يحتضن القطاع عدة
مواقع أثرية هامة جداً والنقطة الثانية هي قربه من مواقع سياحية عالمية هي القدس وبيت لحم ومصر بمواقعها
السياحية المتعددة. إن استفادة قطاع غزة من موقعه الذي يأتي كموقع وسطي بين الضفة الغربية ومصر يمكن
أن يوفر له حركة سياحية نشطة ومتنامية في حالة وجود استقرار سياسي في القطاع.
هناك سياحة موجودة في المملكة العربية السعودية خارج منطقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة. ويتقبل السياح
بصدر رحب الالتزام هناك بمعايير الزي الاسلامي كارتداء ملابس محتشمة وطويلة وتغطية الجزء الأكبر من الرأس.
تستطيع شركات السياحة الراغبة في ارسال أفواج سياحية إلى قطاع غزة أن تحيط السياح علماً بخصوصية المجتمع
الفلسطيني في قطاع غزة. لقد رأينا كيف أن السائحات الأجانب اللاتي يزرن المسجد الأموي في دمشق على سبيل
المثال يلتزمن بتغطية رأسهن وارتداء ملابس محتشمة ولم يمثل هذا إشكالية حقيقية لهن، فلذلك لا يمكن اعتبار عادات
وتقاليد بلد ما عائق أمام تنشيط الحركة السياحية.
يبقى السؤال المهم هو هل من الممكن فعلاً أن يستقبل هذا القطاع والذي اشتهر بالصراعات سياحاً يرغبون في استكشاف آثاره؟