إلى: طيران الاتحاد
التاريخ: 13 أكتوبر، 2014
سافرت أنا وزوجتي في رحلة من بوسطن بالولايات المتحدة إلى أبوظبي على متن رحلة طيران الاتحاد في الثاني من أكتوبر 2014 وذلك من خلال رحلتين منفصلتين الأولى من مطار بوسطن إلى مطار جون كنيدي بنيويورك والثانية من مطار جون كنيدي إلى أبوظبي وقد تعرضنا لتجربة سفر في غاية السوء.
نحن مسلمون ملتزمون، ولا نتناول إلا الوجبات الحلال. كان لدينا رحلة على متن الخطوط الجوية الأمريكية (American Airlines) كجزء من رحلة طيران الاتحاد من بوسطن في الساعة 2:30 ظهراً، ولرغبتنا في إعادة السيارة المستأجرة وسرعة إنجاز إجراءات المطار، قررنا أن لا نتناول الغداء في البيت قبل التوجه للمطار، إلا أننا وبعد أن وصلنا إلى المطار قيل لنا أن الرحلة ستتأخر ساعتين عن الموعد المحدد، وكان علينا الإنتظار لساعتين إضافيتين في المطار ولم نتمكن من تناول أي من الوجبات التي تباع في المطار إلا قطعة من البيتزا بالجبن فقط لضمان تناولنا وجبة حلال.
عند هبوطنا في مطار جون كنيدي بنيويورك، وحصولنا على بطاقة الصعود إلى الطائرة، لاحظنا أن مقاعدنا هما مقعدين أحدهما بجانب النافذة والآخر في الوسط، وبسبب ما قالته زوجتي للموظفة حول كونها ترغب باستخدام دورة المياه عدة مرات أثناء الرحلة، طلبنا من الموظفة تغيير مقاعدنا الى مقعدين أحدهما في الوسط والآخر بجانب الممر، إلا أنها أبلغتنا أن هذا غير ممكن، لكنها اقترحت علينا أن تضعنا في مقعدين بجانب أحد المخارج يوفران لنا حرية الحركة مقابل 120 دولار أميركي لكل مسافر، ولكننا رفضنا ذلك بإصرار مما جعلها تقبل في نهاية المطاف أن توفر لنا المقعدين دون أية رسوم إضافية حيث حصلنا على المقعدين F 22 و G 22
غادرت رحلة طيران الاتحاد المتجهة من مطار جون كنيدي في نيويورك إلى أبوظبي في الساعة 10:40 مساءً. كان اليوم التالي هو يوم وقفة عرفة حيث اعتاد المسلمون الذين لا يؤدون مناسك الحج أن يصوموا في ذلك اليوم وهكذا خططت، ولذلك كنت أنتظر العشاء على متن الطائرة لكي أبدأ صومي بعد تناول العشاء.
جاءت عربة الطعام حيث تم تقديم الطعام إلى سبعة صفوف من المقاعد قبل أن تصل العربة إلينا، وكان هناك شخص ما في المقدمة يشكو من أمر ما ويبدو عليه الانزعاج، ولم أكن اعلم مالذي يجري. وبعد عدة دقائق وصلت الينا عربة الطعام. كانت قائمة الطعام التي قدمت لنا مسبقاً تحتوي على عدة خيارات منها برياني الدجاج، وبرياني اللحم، وبرياني الخضار. كنت أتطلع لتناول برياني الدجاج، لكن المضيفة قالت أنه قد نفذ، فما كان علي إلا أن طلبت برياني لحم، فقالت المضيفة أن لديهم فقط برياني خضار. قمت بالاحتجاج أنا وزوجتي، فأخبرتنا المضيفة أنها ستقوم ببحث الأمر، ثم عادت إلينا لتخبرنا أنه لا يوجد إلا برياني خضروات، فلما احتججنا أكثر وأظهرنا عدم رضانا، أخبرتنا أن هناك بعض الوجبات في درجة رجال الأعمال وأنها ستذهب إلى هناك للتحقق من الأمر.
قمت بدفع قيمة استخدام خدمة الانترنت على متن الطائرة وكتبت تعليق على كل من تويتر وفيس بوك ولينكدن حول تجربتي السيئة تلك في رحلة جوية على ارتفاع 32.000 قدم فوق سطح البحر ولمدة تزيد على 12 ساعة ودون وجود أية خيارات طعام تقدم للمسافرين، لعل شخص ما في قسم الخدمات الأرضية قد يستمع إلى تلك الشكوى. كان هدفي الأساسي أن لا يتعرض شخص آخر غيري لذات التجربة في المستقبل.
لم يكن أمامنا سوى أن ننتظر المضيفة التي وعدتنا بالعودة إلينا بوجبتي برياني دجاج من قسم درجة رجال الأعمال. جاءت عربة الطعام بعد دقائق لأخذ الصحون الفارغة من المسافرين. سألنا المضيفة عن وجباتنا، فقالت أنهم يقومون بإعدادها لنا في قسم درجة رجال الأعمال، فجلسنا بانتظار الوجبتين.
كان الوقت يمر سريعاً، حيث أنني كان علي البدء بالصوم وكانت الساعة تشير إلى 1:45 صباحاً بتوقيت نيويورك و4:45 صباحاً بالتوقيت المحلي للمحيط الأطلسي الذي نحلق فوقه. وأخيراً جاءت إلينا الوجبتين. كانت كل وجبة عبارة عن قطعة من الدجاج دون أي شيء آخر معها، لا مرقة ولا خضروات، فقط قطعة دجاج مشوية، ومع ذلك كان علي تناولها سريعاً لكي لا أفقد فرصة صوم يوم مهم كيوم عرفة.
بعد ثمان ساعات كنا نحلق فوق الخليج العربي، وكان الوقت قد حان لكي أتناول شيئاً أنهي به ساعات الصوم. كان لدي قطعة حلوى صغيرة في جيبي وكانت كافية لأنهي بها صومي. بعد ذلك توجهت إلى مطبخ الطائرة وطلبت قنينة ماء.
استغرق حصولنا على حقائبنا في مطار أبوظبي دقائق معدودة وكنا سريعاً خارج المطار. كان علينا قيادة السيارة لساعتين حيث أننا نقيم في إمارة أم القيوين. عندما وصلنا إلى المنزل، كانت رائحة برياني الدجاج تملأ المكان. كنت قد أرسلت رسالة نصية لإبني لكي يشتري لنا برياني دجاج من مطعمنا المفضل في دبي وكان في انتظارنا عند وصولنا إلى البيت.
من الجميل العودة إلى المنزل، لكن لقد فقدتِ الكثير من بريقك يا طيران الاتحاد.
عرفان أحمد
رد طيران الاتحاد على رسالتي بتاريخ: 15 أكتوبر، 2014
تلقيت اليوم اتصالاً وبريداً الكترونياً من مسؤول قسم خدمة العملاء في طيران الاتحاد والذي بدوره أشار إلى ما يلي وسأقوم بدوري بالتعليق هنا على ما وردني منه:
1- “في الحقيقة، شركة طيران الاتحاد تقوم بفرض رسوم إضافية على المقاعد التي تقع بجانب المخارج كونها تمتاز بمساحة أوسع وتكون مريحة للقدمين.
كنت أظن أن طلب رسوم إضافية من المسافر للجلوس على مقعد يتميز بمساحة أكبر أمامه هو من سياسة شركات الطيران الاقتصادية المخفضة فقط، ولكني الآن أصحح معلومتي إذ أن طيران الاتحاد أيضاً تنضم إلى القائمة (الاتحاد، فلاي دبي، العربية)
2-“مساحة التخزين المحدودة على متن الطائرة تمنعنا من أن نوفر للركاب خيارات كثيرة”.
في رحلة مدتها 12 ساعة على متن بوينغ 777-300، فإن المسألة ليست مجرد خيارات طعام للمسافرين ولكنها حاجة وضرورة للمسافرين ومسؤولية الشركة لتوفير المتطلبات الأساسية للمسافر كما هو الحال في جميع شركات الطيران، وليس من المنطقي أن تنفذ لديك قائمة خيارات الطعام الرئيسية في خلال دقائق قليلة، ففي هذه الحالة، كل من سيسافر مستقبلاً على متن طيران الاتحاد يجب أن يحضر وجبته معه.
3-“إنه من دواعي أسفي أننا لم نتمكن من تحقيق توقعاتك أنت وزوجتك، ومع ذلك أتمنى مستقبلاً أن تواصل تزويدنا بأية ملاحظات لكي نضع الأمور في نصابها ونتعرف على الجوانب التي تحتاج إلى التطوير في خدماتنا”.
لابد وأنك تمزح! هل تظن أني أعمل كمفتش أغذية على متن طيران الاتحاد لكي أسافر مرة أخرى على متن خطوطكم ومن ثم أقوم بإرسال ملاحظات مستقبلية لك؟ لحسن الحظ، فإن المسافرين لديهم الكثير من الخيارات للسفر على أي من خطوط الطيران الأخرى، وبكل تأكيد سأستخدم تلك الخيارات في المستقبل.