كان عباس بن فرناس، صاحب محاولة الطيران الأولى والتي لم تتكلل بالنجاح، كان ليفتخر اليوم إذا كان حياً ليقرأ خبر اقتراب بيع الطوافات الشخصية، حيث تقوم شركة “مارتن جت باك” النيوزيلاندية بوضع الخطط للبدء بإنتاج وبيع الطوافات الشخصية للجمهور.
تخيل أنك تنتقل من بيتك الى العمل دون الحاجة للمرور عبر الشوارع المزدحمة التي أصبحت تتسبب بالكثير من الإرهاق والتوتر لقائدي المركبات!
تخيل أن تتمكن من العمل في مدينة ما والمبيت في بيتك في مدينة أخرى! ومع التطورات التقنية التي من الممكن أن تشهدها هذه الصناعة مستقبلاً، فلك أن تتخيل أن تعمل في بلد ما ثم تعود إلى موطنك في المساء دون الحاجة إلى الاستقرار في بلد العمل.
هل يقترب الإنسان من عصر جديد تتغيير فيه الكثير من المقاييس الاجتماعية والاقتصادية الحالية؟ المنافسة التي من المتوقع أن تحتدم بين الشركات المصنعة لهذه التكنولوجيا الجديدة هي التي ستمكنا من معرفة الجواب في المستقبل!
كيف يمكن لصناعة السياحة أن تستفيد من هذه التكنولوجيا الجديدة؟ هل ستؤثر هذه التكنولوجيا على صناعة الطيران؟ هل ستكتفي العائلة بشراء أربع طوافات أو أكثر ثم تنتقل مسافرة من بلد إلى آخر؟ إن هذه التقنية الجديدة لا تطرح فقط أسئلة تتعلق بصناعة السفر بل إنها أيضاً تطرح الكثير من الأسئلة الأمنية. فطالما كان الانسان مسافراً عبر الخروج من بوابات أرضية، طالما كانت القضايا الأمنية تحت السيطرة، لكن كيف ستتمكن الدول التي ستسمح بهذه التقنية من السيطرة على قضايا الأمن فيها؟
إن صناعة السفر والسياحة على وجه الخصوص من الممكن أن تتأثر سلباً بهذا الاختراع الجديد على المدى البعيد، في حال أصبحت هذه الطوافات سريعة جداً. أما انتشار هذا الاختراع وتسويقه للمستهلك بأسعار في متناول الجميع، فمن شأنه أن يجعل ماضي السياحة تاريخاً نقرأه فقط في الكتب، ومن شأن ولادة مثل هذا التحول الدراماتيكي في صناعة المواصلات أن ينقل عالمنا إلى حدود لم يتخيلها أغلب من يعيشون على ظهر هذا الكوكب.
خاص وحصري: موقع ارحل.كوم