يُعتبر قطاع السياحة والسفر القطاع الأسرع نمواً عالمياً. وتُشكّل دولة الإمارات العربية المتّحدة إحدى أبرز الوجهات السياحية عالمياً إذ توفّر باقة غنية من أبرز المعالم ونقاط الجذب المشهورة، كما يجد السيّاح في دولة الإمارات تجربة فريدة من نوعها بمختلف جوانبها حيث يستمتعون بالمغامرات الصحراوية والحياة البرية المميّزة.
فالشعب هو مرآة ثقافته وحضارة بلاده والشعب الإماراتي رمز الضيافة العربية والتجذّر بإرثه العريق والصورة الأمثل عن الدولة أمام الزوار والسياح. بالتالي، وتأكيداً على التزامه بالحفاظ على الإرث المحلي والثقافة في دولة الإمارات العربية المتّحدة، يقدّم منتجع وسبا جزر الصحراء بإدارة أنانتارا للضيوف رحلات استكشافية على الجزيرة برفقة المرشدة السياحية الإماراتية ياسمين ابراهيم الحمادي.
وفي هذا الإطار، يعلّق كريستيان زانك، المدير العام لمنتجع وسبا جزر الصحراء بإدارة أنانتارا قائلاً: “يقع منتجع وسبا جزر الصحراء بإدارة أنانتارا في منطقة زاخرة بالتاريخ الإماراتي وبالتأكيد إنّ ياسمين هي الشخص المثالي لمشاركة حكايات هذه الجزيرة مع الضيوف. فكلّ منشأة من منشآت أنانتارا تنسجم بامتياز مع البيئة المحيطة بها وإننا نعمل عن كثب مع شركة التطوير والاستثمار السياحي لنقدّم فرص عمل للمواطنين الإماراتيين والحرص على أن يشكّلوا جزءاً لا يتجزّأ من فريق العمل في الشركة، وياسمين خير مثال على الإماراتيين الراغبين في وظيفة في قطاع السياحة والسفر والضيافة.”
ومن مجموعة النشاطات الواسعة التي يقدّمها منتجع وسبا جزر الصحراء بإدارة أنانتارا، رحلات المشي برفقة دليل عبر الوديان، وركوب الدراجة الهوائية الجبلية، والتجديف عبر بحيرات أشجار القرم الوارفة، والرحلات في السيارة عبر منتزه الحياة البرية، والرماية بالقوس، وركوب الخيل في اسطبلات صير بني ياس، أو حتى النزهات على الجزيرة.
وتقول ياسمين عن تجربتها على الجزيرة ومغامراتها اليومية: “إنني أحبّ وظيفتي! فمرشدة سياحية أرافق الزوّار في شتّى المغامرات، أحصل على الفرصة لأعكس وجه الإمارات الحقيقي، كما أحظى بفرصة التفاعل مع عدد كبير من الأشخاص القادمين من خلفيات مختلفة أسواء كانوا زائرين أم مقيمين في دولة الإمارات. فبعضهم يأتي للاستكشاف الفردي، والبعض الآخر يأتي برفقة العائلة، أو الزوج أو الزوجة، أو ضمن مجموعات من الأصدقاء. كلّ تجربة تتسم بنكهة خاصّة إذ أنّ الضيوف يختلفون وكذلك الحياة البرية على الجزيرة التي تتبدّل بشكل مستمرّ ممّا يجعل من كل تجربة مغامرة فريدة من نوعها.
يقوم دوري على مرافقة الضيوف عبر النشاطات التي يختارونها، والنشاط الذي يستقطب الاهتمام بشكل بارز هو الرحلات في السيارة عبر منتزه الحياة البرية. وخلال زيارتهم، أتمكّن من إخبارهم عن تاريخ الإمارات وجزيرة صير بني ياس وأصل الحيوانات الموجودة على الجزيرة وعن عاداتهم وسلوكهم. أمّا الحيوانات التي تجتذب أكبر قدر من الاهتمام فهي المها العربي، والفهود، والزرافات، والنعامات التي يستمتع الضيوف بمشاهدتها.
في اليوم العادي، أبدأ عملي الساعة 5:30 صباحاً وأنتهي الساعة 7:00 مساءً. نبدأ باكراً لأنّه الوقت المثالي لمشاهدة الحيوانات تتنزّه بينما ينبلج الفجر وترسل الشمس أولى أشعّتها، كما إنّه وقت إطعام الحيوانات ويمكننا ملاحظة الكثير من الحركة والتشويق في المنتزه.
وإنّ سعادتي في عملي مصدرها الزوّار الذين يتسنّى لي مرافقتهم والتحدث معهم ومشاركتهم الضيافة العربية التي نفتخر بها، وأعتبر فضولهم واهتمامهم نوعاً من التقبّل والتقدير وثمّة فائدة دائماً من تبادل المعلومات والمعرفة. والأمر الذي يسعدني أكثر هو عودة هؤلاء الضيوف إلى الجزيرة وسؤالهم عنّا. الحياة على هذه الجزيرة نعمة، والأشخاص هنا متفاهمون ونتعامل مع بعضنا البعض بمنتهى الاحترام والتقدير، وهذا جلّ ما قد أطلبه.
وإذا أردت أن أعود إلى الماضي القريب، لم أكن أتوقّع على الإطلاق أن أعمل كمرشدة سياحية. فقد التحقت في البداية بصفوف السياحة من باب الفضول فحسب، أردت أن أتعلّم عن السياحة بشكل عامّ، وهو موضوع كنت أفكّر فيه لفترة طويلة وكنت أقرأ عنه الكثير وأشاهد البرامج الوثائقية على التلفزيون وأقوم ببعض الأبحاث، الأمر الذي دفعني إلى الالتحاق بهذا الصف. وأدركت أنّني كنت متعلّقة جداً بالسياحة عندما وجدت نفسي أنني كلّما تعلّمت كلّما زادت رغبتي في الاستكشاف. ولحسن الحظّ، حصلت على فرصة تطبيق معرفتي على أرض الواقع في منتجع وسبا جزر الصحراء بإدارة أنانتارا الذي قدّم إليّ عرض عمل لم أتردّد بقبوله، وذلك إلى جانب أربعة طلاب إماراتيين.
وانطلاقاً من خبرتي، أودّ بالتأكيد أن أشجّع مزيداً من الإماراتيين على التفكير بمثل هذه الوظيفة المميّزة أو بأيّ وظيفة أخرى في قطاع السياحة والسفر أو الضيافة. فتجربة الضيوف تتّسم بنكهة من الأصالة عندما يرافقهم شخص إماراتيّ يمثّل وطنه الأمّ، وبالتالي إنّ المواطنين الإماراتيين هم الأكثر أهلية للتحدّث عن ثقافة دولة الإمارات العربية المتّحدة وتقاليدها.
أوّد أن أشكر شركة التطوير والاستثمار السياحي لمنحي فرصة الحصول على هذه الوظيفة إلى جانب أربع مواطنات إماراتيات أخريات، لتمثيل وطننا أمام أشخاص مهتمّين بمعرفة المزيد عن دولة الإمارات بشكل عام، وأودّ أن أشكر الآنسة هيذر ريد التي شجّعتنا على متابعة صفوف السياحة وساعدتنا على أن نصبح مرشدات سياحيات جديرات.”