منذ فترة طويلة أي من القرن السادس عشر تقريباً، قرر شاه عباس الأول أن يتخذ من أصفهان عاصمة للإمبراطورية الصفوية الفارسية. كما قرر إهداء المدينة هيكل جديد يعبر من خلاله عن ولائه للمواطنين وهو يمزج بين الرموز الفارسية والإسلامية، يوجد هذا الهيكل اليوم في ساحة فسيحة جداً تحيط بها المباني والمساجد والأسواق، تعد هذه الساحة القلب النابض للمدينة اليوم. لقد تحولت هذه الساحة الى المركز الثقافي والاقتصادي للمدينة ، يوجد بجوار الساحة المسجد الجامع.
تعرف الساحة أيضاً باسم ميدان شاه أو ميدان الإمام، وقد شيدت على مساحة 8 هكتار بين عامى 1590 و1595. وكان الهدف من تأسيسها في البداية عقد المواكب الكبرى، والاحتفالات العامة، والمراسم و الأحداث الرياضية ومن بينها البولو التى نالت شعبية كبيرة بين السكان. في عام 1602 تم بناء جاليري في ثلاث جوانب للساحة وذلك بهدف ممارسة الأنشطة الاقتصادية التي من شأنها أن تساعد في الحفاظ علي الميدان، فضلاً عن توفير بيئة ثقافية متنوعة خلال النهار. وقد غطيت جدران هذه الساحة بالبلاط المتعدد الألوان مما أضاف إليها تأثيراً لامعاً خاصة عندما تشرق الشمس عليها في الصباح الباكر وفي المساء في وقت متأخر. إن هذه الساحة متألقة حتى يومنا هذا، حيث تذكرنا دائماً بالصفويين التى قاموا ببناء هذه القطعة المعمارية الرائعة والفردية.
تعد ساحة ناكش اى جاهان ثاني أكبر ساحة في العالم من حيث الحجم ، بعد ساحة تيانانمن الشهيرة في الصين، كما تعد مكاناً تتجمع فيه بعض المواقع السياحية البارزة في إيران. لا تستخدم المعارض الموجودة بالساحة حالياً ولكن هناك تفكير حول إعادة فتحها للجمهور كمتحف ثقافي يصور إرث أصفهان التاريخي الغني .
يعد أفضل مكان لزيارة الموقع من 3-4 مساء، حيث يبدأ النشاط التجاري بعد الظهر ويبدأ السياح والسكان المحليين في التوافد على العديد من المقاهي الموجودة بالساحة. توجد عدة نوافير في الساحة، كما ينعش النسيم البارد الزوارالذين يعانون من الإرهاق مثل المسافرين عن طريق الصحراء. عندما يأتى المساء تتحول المدينة إلى كتلة متوهجة من كثرة المصابيح المضيئة حيث يبلغ عددها حوالي 50000 شعلة تضاء في الليل.