استقر العديد من السكان في عمان على مر القرون. ففي العصر النحاسي (3000-4000 قبل الميلاد) أصبحت عمان عاصمة العمونيين و عرفت باسم ربة عمون و سقطت بعد ذلك على يد الآشوريين.
بعد ذلك تم غزو المدينة على يد بطليموس مصر الثاني، و تم تغيير اسمها لفلدلفيا و أصبحت مركز تجاري للرومان.
و بعد فترة الفتح الاسلامي، أصبحت عمان جزء من الامبراطورية الاسلامية حتى أرغم العثمانيون على ترك المدينة على يد الحلفاء، و تم بعد ذلك إعادة تأسيس المملكة على يد الهاشميين الذين حكموا المدينة و استمروا بحكمها حتى يومنا الحالي.
في أواخر عام 1940 لعب البريطانيون دورا في تأسيس دولة سبب وجودها كان الدين. من النتائج الرئيسية لهذا كانت هجرة آلاف الفلسطينيين في فترة تكوين دولة اسرائيل، حيث تم سفك دماء و طرد الفلسطينيين من أرضهم فكانت عمان موطنا لأولئك و لعديد من لاجئي العراق فيما بعد. تمت هجرة الفلسطينيين في أغلب الأحوال إلى ما يعرف الآن بالأردن، كما يشكل الفلسطينيون ما يقارب 70% من الستة مليون مواطن الذين يعيشون في الأردن حاليا و لكن الأسرة الحاكمة من قبائل أردنية أصلية.
تم بذل جهد كبير من قبل الحكام لضم الشعبين الأردني و الفلسطيني معا. فقد قام الملك حسين رحمه الله بمخاطبة شعبه بالمهاجرين و الأنصار نسبة للتاريخ الاسلامي القديم. أما الملك عبد الله ،المتزوج من فلسطينية الجنسية، قام بإطلاق برنامج "الأردن أولا" مؤكدا على أن النتماء للوطن هو الأهم بغض النظر عن الانتماء القبلي و العشائري.
كما يعتبر الفلسطينيون مثقفين و ذوي خبرات اقتصادية، لذلك يشجعون على الانضمام للحكومة و القوات العسكرية و لكنهم لم يصلوا لمناصب عالية حتى الآن بل اكتفوا بتشكيل أساس الاقتصاد و التجارة في الدولة.
تصعب التفرقة بين الفلسطينيين و الأردنيين فلهجاتهم متقاربة، ولكن يوجد العديد من الاختلافات بين الشعبين. فبالنسبة للرياضة يعرف الأردنيون بولائهم لفريق الفيصلي، أما الفلسطينيون فيشجعون فريق الوحدات.
أما الطعام، فيشتهر الأردنيون بطبق المنسف الأردني المكون من أرز و لحم مقدم مع لبن الجميد. أما الفلسطينيون، فيشتهرون بطبق المقلوبة الفلسطينية المكونة من الأرز و الدجاج مقدمة مع الباذنجان و خضروات أخرى كما سميت مقلوبة نسبة لطريقة تقديمها "رأسا على عقب".
أما اللباس فمعظم الأردنيون يلبسون الألبسة الغربية العادية، و لكن بعضهم يقوم بارتداء الشماغ الأحمر الخاص بالأردنيين و الذي يباع في معظم متاجر السياح. أما الفلسطينيون فيلبسون الشماغ الأسود و الأبيض المعروف عالميا كرمز للمقاومة، و الذي تم ارتداؤه من قبل بعض المشاهير الذين توقفوا عن ارتدائه بعدما علموا الاما يرمز.كما أن معظم الناس يلفون الكوفية حول رقبتهم أكثر من اعتبارها كشماغ.
بالرغم من الاختلافات بين الشعبين، فإن كليهما يعملان كشعب واحد لأن المستقبل يجمعهما معا.