يعتبر متحف العين الوطني – الذي يقع بالقرب من قلعة الشيخ سلطان أو الحصن الشرقي- أقدم متحف في دولة الإمارات العربية المتحدة. وقد تم بناء المتحف بتوجيهات من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، الذي كان يؤمن بأن ” من ليس له ماضي لا حاضر له ولا مستقبل.” ينقسم متحف العين الوطني إلى قسمين رئيسيين – قسم الإثنوغرافيا وقسم الآثار- وهو يقدم للزائر نبذة شاملة عن عادات وتقاليد البلاد، كما يحكي تاريخ أوائل الناس الذين سكنوا المنطقة قبل أكثر من 8000 عام. وتقوم فرق الآثار المحلية والأجنبية، التي تعمل بالتعاون مع إدارة الآثار والسياحة سابقا وهي التابعة حاليا لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث، بتزويد المتحف بمعلومات جديدة تساعدنا على فهم أجدادنا والتعرّف على أسلوب حياتهم.
ويستعرض قسم الإثنوغرافيا في المتحف تاريخ حقبة ما قبل النفط، والتي اختفت الكثير من ظواهرها اليوم. كما يضم القسم مجموعة قيّمة من الصور الفوتوغرافية بالأبيض والأسود تم التقاطها خلال فترة الستينات من القرن الماضي. كما تجسد سلسلة من عروض ديوراما تنوع الحياة اليومية، مع أمثلة لأساليب التعليم التقليدية وألعاب التسلية الخاصة بالأطفال، بالإضافة إلى الأدوات المنزلية ومعدات النسيج والمعدات الطبية والفنية. ويعرض القسم المخصص للملابس والحلي دولار ماريا تيريزا (الذي يعود إلى سنة 1780)، حيث كانت هذه القطعة تستخدم في جنوب شرق الجزيرة العربية كعملة نقدية وكزينة أيضا. كما كانت العقود المصنوعة من دولارات ماريا تيريزا والموصولة بخرزات من الفضة رائجة جدا بين الفتيات. كما يضم القسم توثيق جيد لأساليب الزراعة وأدواتها، بل هناك عرض لبئر حقيقية بعمق 15 متر كانت موجودة في الموقع قبل بناء المتحف. كما يضم المتحف عرضا جيدا لمهنة صيد السمك والغوص بحثا عن اللؤلؤ التي كانت تمارس في منطقة الخليج منذ آلاف السنين، بالإضافة إلى عرض للآلات الموسيقية والمشغولات الفنية. ومن أهم المعروضات المميزة كتابان في الدين يعودان إلى القرن الـ 17 و6 نسخ من القرآن الكريم. كما يمكن للزائر اكتشاف معروضات الأسلحة بالإضافة إلى معلومات وافية عن رياضة الصيد بالصقور بالإضافة إلى جناح خاص بالهدايا التي تلقاها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله.
أما قسم الآثار، فيعرض المكتشفات الأثرية التي تعود إلى حقب زمنية متعددة تعود إلى العصور الحجرية وصولا إلى حقبة ظهور الإسلام. وتبرهن أقدم المكتشفات على وجود مستوطنات سكنية تعود إلى نحو 7500 سنة خلت، وتتكون هذه المكتشفات من أدوات حجرية ومكاشط حجرية ورؤوس سهام. كما تشمل المعروضات قطع وأدوات جنائزية تشمل الفخاريات والأواني الحجرية والقطع النحاسية التي تم العثور عليها داخل المدافن الجماعية في هيلي وأم النار، والتي أظهرت وجود حركة تجارية خارجية واسعة مع بلدان أخرى مثل بلاد الرافدين قبل 5000 سنة. كما تم العثور على العديد من القلادات والأقراط والخناجر والسيوف وقطع أخرى مصنوعة محليا أو مستوردة في إحدى المدافن الجماعية القديمة في القطارة والتي يعود تاريخها من 3000 إلى 4000 سنة مضت. كما أظهرت آثار المستوطنات التي تعود إلى العصر الحديدي أدّلة على وجود صناعات متطورة مثل الأساور والخلاخل المصنوعة من البرونز.
ويضم هذا القسم معرضا منفصلا عن تاريخ الأفلاج وبنائها، حيث يعود اعتماد نظام الري باستخدام قنوات جوفية تحت الأرض في المنطقة إلى العصر الحديدي.
أما الفخاريات التي تم العثور عليها في الإمارات الشمالية، والتي كانت تستعمل في القرن الثالث قبل الميلاد، فتُظهر بوضوح التباين بين هذه الحقب الزمنية البعيدة والعصر الهيلينستي. ومن ضمن المعروضات كذلك عملات تعود إلى مختلف العصور: فقد تم بالصدفة اكتشاف مخزون مكوّن من 300 قطعة من العملات الفضية تعود إلى النصف الثاني من القرن 17 في جرة صغيرة في منطقة مجاورة لمدينة العين. كما توجد معروضات أخرى تضم فخاريات محلية تعود إلى العصر الإسلامي وقطع خزفية تم استيرادها من الصين منذ مئات السنين.
أوقات الزيارة:
من الأحد إلى الخميس: 8.30 صباحا إلى 7.30 مساء
الجمعة: 3.00 بعد الظهر إلى 7.30 مساء
السبت: مغلق
رسوم الدخول: 3 درهم ااكبار، و1 درهم للأطفال دون 10 سنوات.
الموقع: يقع متحف العين الوطني إلى جانب القلعة الشرقية على أطراف واحة العين، بمحاذاة شارع زايد بن سلطان.