يرجع تاريخ المدينة الى 1 ميلادي عندما استقرت شعوب "الكلت" في المنطقة. وفي وقت لاحق استوطنها الرومان وجعلوا من المدينة حصن عسكرى حتى عام 829 ميلادي عندما انتصر الجيش البلغاري على الإمبراطور الروماني لويس وقاموا ببناء اثنين من القلاع العسكرية البلغارية ، وهما بودا وبيست اللذان يقعان على جانبي نهر الدانوب. بعد ذلك استقر المجريون في المدينة بقيادة أرباد في القرن التاسع ، في نهاية المطاف تأسست مملكة المجر. ومع ذلك تعرضت لغزو التتار في القرن الثالث عشر وامر الملك بيلا الرابع ببناء القصر الملكي على تلال بودا ، اصبحت المدينة عاصمة المجر في 1361.
في عهد ماتياس كورفينوس ، شهدت المدينة عصرا ذهبيا ، وتحولت الى مركز ثقافي إقليمي لأوروبا الوسطى. كما اثر عصر النهضة الايطالية تأثيرا كبيرا على الهندسة المعمارية وتصميم القصر الملكي ومكتبة كورفينا التي كانت من اهم مكتبات الفاتيكان والتي تحتوى على وثائق هامة ونادرة. ولكن لم يكن العصر الذهبي اخر ما شهدته المدينة حيث اتى الاتراك العثمانيين في عام 1526 ، وقاموا باحتلال المدينة في عام 1549 و استمر حكمهم لمدة 140 سنة . في عام 1686 اجتاح المدينة جيش ضخم تألفت جنوده من جميع أنحاء أوروبا ، مما اجبر الأتراك بالتوقيع على معاهدة كارلوويتز التي تنص على ضرورة وجود تغيرات إقليمية ، تحررت المملكة بأكملها في نهاية المطاف من الحكم العثماني عام 1718. ولكن مع ذلك خضعت بودابست لقانون هاسبرج الذي ادى الى صراعات لا نهاية لها حيث طالب المجريون بالاستقلال والتحديث.
تغيرت مرحلة الانفلات الاجتماعي والسياسي في بودابست عام1897 ، وهي سنة المصالحة ، والتي أسفرت عن تأسيس دولتين وهما النمسا والمجر. هذا ما جعل العاصمة بودابست عاصمة توأم لنظام ملكي مزدوج مما اسفر عن عصر ذهبي ثانى شهدته المدينة من خلال التطورات الثقافية التي شهدتها المدينة . في عام 1873 تم دمج مدينتى بودا وبيست مع اوبودا ( بودا القديمة) ، لـتأسيس العاصمة الحالية بودابست التي نراها اليوم . تطورت بيست من الناحية الادارية والسياسية والاقتصادية والتجارية كما اصبحت محورا ثقافيا.
لم تكن الحرب العالمية الأولى نهاية العصر الذهبي الثاني. بحلول عام 1918 خسرت النمسا والمجر الحرب ، ونتيجة لذلك اعلنت المجر جمهورية مستقلة. في عام 1920 تم وضع الصيغة النهائية لمعاهدة تريانون التي انهت انفصال البلد ولكن خسرت المجر اكثر من ثلثي أراضيها. حققت الحرب العالمية الثانية المزيد من الصراعات وبدأت المدينة تدمر جزئيا عن طريق الغارات الجوية الأمريكية والبريطانية في عام 1944. لم تمر المدينة بفترة اسوأ من هذه الفترة وهي من 24 ديسمبر 1944 إلى 13 فبراير 1945 ، وبلغت ذروتها في معركة بودابست. تسبب الهجوم على القوات السوفياتية والقوات التي تدافع عن الألمان والمجريين أضرارا كبيرة من بينها تدمير كافة جسور المدينة بواسطة الألمان واسفر هذا عن مقتل 38000 من المدنيين.
في عام 1949 ، أعلنت المجر جمهورية شيوعية ولكن اعتبرت الحكومة الجديدة بعض المبانى مثل قلعة بودا بأنها من رموز النظام السابق ، وقد تسبب هذا في هدمها جميعا . في 1956 قامت مظاهرات سلمية في بودابست ادت الى اندلاع الثورة المجرية. وانهارت القيادة بسبب المظاهرات الحاشدة التي بدأت يوم 23 أكتوبر ، ولكن دخلت الدبابات السوفيتية بودابست لسحق التمرد واعلن وقف اطلاق النار. تسببت هذه الثورة عن مقتل أكثر من 3000 قتيل.
خلال الفترة بين 1960 – 1980 زاد عدد سكان المجر لصل إلى 2.1 مليون نسمة ، وشهدت هذه الفترة الكثير من التجديدات في بودابست لما سببته الحروب في المدينة وتم اصلاح العديد من المباني من بينها قلعة بودا والمباني التي توجد على ضفاف نهر الدانوب مثل بعض مواقع التراث العالمي التي توجد ضمن قائمة اليونسكو وأندراسي افنيو (بما في ذلك خط ميلينيوم للقطارات وهوسوك تير وفاروسليجيت ) والتي اضيفت الى قائمة اليونسكو عام 2002.