فيينا مدينة قديمة للغاية، حيث تم تأسيسها حوالي عام 500 قبل الميلاد كمستعمرة لشعب الكلت. في القرن الأول قبل الميلاد، أصبحت فيينا المدينة الرومانية التى تقع على الحدود، و التي تحرس الإمبراطورية الرومانية القديمة ضد القبائل الألمانية البربرية من الشمال.
و قد كانت فيينا مركز بابنبرج دايناستي خلال فترة العصور الوسطى. في عام 1440، تم اختيارها لتكون المدينة الملكية لإقامة أسرة هابسبورغ، و من هنا إزدادت فيينا حجما و أهمية كي تصبح عاصمة الإمبراطورية الرومانية المقدسة. القطع الأثرية من الحقبة الرومانية لا تزال موجودة في وسط المدينة في يومنا هذا، بما في ذلك التماثيل و النصب التذكارية و الكنائس.
و قد توقفت غزوات العثمانيين في أوروبا في القرنين السادس عشر و السابع عشر مرتين على أبواب مدينة فيينا المحصنة جيدا، في عامي 1529 و 1683.
و خلال عهد أسرة هابسبورغ (عدة قرون من العصور الوسطى إلى 1806)، رسخت فيينا نفسها باعتبارها واحدة من أكبر المراكز الثقافية و الاقتصادية في أوروبا. كان عصر حكم الامبراطورة ماريا تريزا هو العصر الذهبي الذي أوصل فيينا إلى الشهرة و التألق. و حتى اليوم، مازالت علامات فنون القرن السابع عشر و زخرفة القرن الثامن عشر موجودة في المدينة.
تماشيا مع أهميتها، أصبحت فيينا عاصمة الإمبراطورية النمساوية عام 1805، و استمرت في لعب دور رئيسي في السياسة الأوروبية و سياسة العالم.
و في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، خلال فترة حكم فرانز جوزيف وزوجته اليزابيث، تطورت فيينا سريعا إلى مدينة حديثة.
و قد اتخذت أول جمهورية نمساوية فيينا عاصمة لها في نهاية الحرب العالمية الأولى عام 1918. و حلت برلين محل فيينا كعاصمة بين عام 1938 و نهاية الحرب العالمية الثانية. و قد تم استعادة موقع فيينا كعاصمة بعد عام 1945.