يبلغ تعداد المسلمين في الهند حاليا نحو 150 مليون نسمة أي ما يعادل أكثر من 10% من إجمالي تعداد السكان، وللمسلمين في الهند قوانين خاصة بهم أقرها الدستور الهندي في القضايا الاجتماعية والشخصية مثل الزواج والميراث وما يتعلق بها, ولهم حرية العبادة والإبداع ونشر الدين والدعوة إليه بلا إجبار، لكن في الفترة الأخيرة بدأ العديد من المشكلات في مواجهة المسلمين الهنود بالنظر إلى غياب الزعامة الإسلامية القوية وتنفذ الهندوس المتعصبين في جميع مرافق الدولة.
ومن أهم هذه المشكلات حرق المساجد وهدمها ولعل أزمة مسجد “بابري” التاريخي أبرز نموذج على اضطهاد الهندوس للمسلمين حيث يريد الهندوس هدم المسجد وتحويله إلى معبد هندوسي.
شهر رمضان في الهند له طابع خاص، حيث تضاء المساجد ومآذنها، وتكثر حلقات القرآن وتمتلئ المساجد بالمصلين، وتتجدد حياة المسلمين، ويفطر مسلمو الهند على رشفات من الماء إذ لم يجدوا تمراً، وبعضهم يفطر على الملح الخالص، وذلك عملاً بقول تذكره بعض كتب الحنفية، إن من لم يجد التمر أو الماء ليفطر عليه، يفطر على الملح، وهذه العادة لا تعرف إلا في الهند وتشتمل مادة الإفطار الهندية على الأرز وعلى أكلة تسمى (دهي بهدي) تتضمن عدساً مسلوقاً، وطعاماً يطلق عليه اسم (حليم) يتكون من القمح واللحوم والمرق
يبدأ الإستعداد من الليلة الـ15 من شهر شعبان و تسمى«ليلة براءة» حيث أن النساء ينظفن البيوت والأفنية حولها ويغسلن جميع المواد والأثاث.كم أنهن يجمعن كل المواد الغذائية لهذا الشهر الكامل كي يكن فارغات عن الأعمال المنزلية ومنغمسات في العبادات،ويخرج الرجال في آخر شهر شعبان لرؤية هلال رمضان ، بعضهم يجتمعون في شاطئ البحر العربي، وبعضهم يصعدون إلى قمة الجبل لمشاهدة الهلال، وإذا شاهدوه فيسرعون متهللين إلى القاضي المسئول الشرعي في المقاطعة،و يذاع بعد ذلك هذا الخبر رسميا من خلال الراديو والتلفزيون. ولكن تشكلت قبل بضع سنين لجنة خاصة من علماء الدين السلفيين باسم «لجنة الهلال»، وهم يعتمدون على علم الفلك الحديث والحساب الرياضي المطابق لهذا العلم أكثر من الاعتماد على مجرد رؤية الهلال بالعيون.
ومع ثبوت شهر رمضان تعم الفرحة المسلمين أينما كانوا، والمسلمون في الهند لا يشذون عن هذه القاعدة، إذ تعم الفرحة جميع المسلمين هناك، والأطفال منهم خاصة، ويتبادلون عبارات التهاني والفرح، مثل قولهم: ( رمضان مبارك ) ونحو ذلك من العبارات المعبرة عن الفرحة والسرور بقدوم هذا الشهر الكريم .
ولشهر رمضان في الهند طابع خاص، حيث تضاء المساجد ومآذنها، وتكثر حلقات القرآن، وتمتلئ المساجد بالمصلين، وتتجدد حياة المسلمين في هذا الشهر الذي يكسر عاداتهم اليومية، ويخرق كثيرًا مما ألفوه واعتادوه .
ومن العادات الطريفة لبعض المسلمين توزيع الحلوى والمرطبات وثمار جوز الهند على المصلين عقب الانتهاء من صلاة التراويح، كما يحافظ مسلمو الهند على سنة الاعتكاف، وخاصة في العشر الأواخر من رمضان، ويستعدون لإحياء ليلة القدر بالاغتسال والتنظيف ولبس أحسن الثياب، بل وربما لبس بعضهم الجديد من الثياب، احتفاءً بهذه الليلة وتقديراً لمكانتها
ويحافظ غالبية المسلمين هناك على سُنَّة السحور. ومن معتاد طعامهم فيه ( الأرز ) و( الخبز ) وهو غذائهم الرئيس، ويطبخ إلى جانب أنواع أخرى من الطعام، إضافة إلى ( الخبز ) و( الإدام ) .
وشخصية ( المسحراتي ) لا تزال تؤدي دورها على أتم وجه عند مسلمي الهند؛ حيث يطوف كل واحد منهم على الحي الذي وكِّل به، ليوقظ الناس قبل أن يدركهم أذان الفجر، ومع نهاية شهر رمضان تُقدم له الهدايا والإعطايات وما تجود به أيدي الناس، لقاء جهده الذي بذله لهم .
ويفطر المسلمون هناك عادة عند غروب الشمس، يفطرون على التمر او على رشفات من الماء إذا لم يجدوا تمرًا. وبعضهم يفطر بالملح الخالص؛ وذلك عملاً بقول تذكره بعض كتب الحنفية أن من لم يجد التمر أو الماء ليفطر عليه، يفطر على الملح. وهي عادة لا تعرف إلا بالهند.
وتشتمل مائدة الإفطار الهندية على ( الأرز ) وطعام يسمى ( دهى بهدى ) يشبه طعام ( الفلافل مع الزبادي ) و( العدس المسلوق ) وطعام يُطلق عليه اسم ( حليم ) و( الهريس ) وهو يتكون من القمح واللحم والمرق، وكل هذه الأنواع من الطعام يضاف إليها ( الفلفل الحار ) .
وأغلب المسلمين في الهند يحافظون على لبس ( الطاقية ) خصوصًا في هذا الشهر، ويرتادون المساجد للصلاة وتلاوة القرآن، إذ يجتهد كل مسلم هناك في قراءة ختمة من القرآن خلال هذا الشهر. إضافة إلى اهتمامهم بحضور صلاة التراويح التي يشد لها الجميع رحالهم. وهم في أغلب المساجد يصلون صلاة التراويح عشرين ركعة، وفي بعض المساجد يكتفون بصلاة ثمان ركعات، يتخللها أحيانًا درس ديني، أو كلمة طيبة يلقيها بعض أهل العلم المتواجدين في تلك المنطقة، أو بعض رجال الدعوة الذين يتنقلون بين المساجد، داعين الناس للتمسك بهدي خير الأنام .
وهم في العادة يختمون القرآن خلال هذا الشهر. وبعض المساجد التي لا يتوفر فيها إمام حافظ، يسعى أهل الحي لاستقدام إمام حافظ للقرآن من مناطق أخرى للقيام بهذه المهمة .
والمسلمون في الهند يحافظون على سنة الاعتكاف، وخاصة في العشر الأواخر من رمضان؛ وهم يولون عناية خاصة بليلة القدر على وجه أخص، وهي عندهم ليلة السابع والعشرين. وهم يستعدون لإحياء هذه الليلة بالاغتسال والتنظف ولبس أحسن الثياب، وربما لبس بعضهم الجديد من الثياب، احتفاءً بهذه الليلة، وتقديرًا لمكانتها .
وفي هذه الليلة يختم القرآن في صلاة التراويح. ومن العادة عند مسلمي الهند بعد دعاء ختم القرآن توزيع الحلاوة، وقد يوزعون شيئًا من السكر، أو نحو ذلك من أنواع الحلوى. والعادة عند مسلمي الهند أن يقوم إمام المسجد بالنفث ( النفخ ) على تلك الأنواع من الحلوى كل يوم من أيام رمضان، بعد قراءة الجزء من القرآن في صلاة التراويح، ويسمون هذا ( تبرك ) ويُكرم الإمام في هذا اليوم غاية الإكرام، حيث يُلبس حلة جديدة، وتُقدم له الهدايا والأعطيات، كل ذلك مقابل ما قام به من ختم القرآن في صلاة التراويح. وربما يسبق كلَ هذه المراسم اتفاقٌ مسبق بين الإمام وأهل الحي على كل هذه الأمور !!.
العادات المعهودة في صباح هذه الليلة – ليلة السابع والعشرين – عند مسلمي الهند زيارة القبور، حيث يخرج الجميع إلى المقابر لزيارة موتاهم، وقراءة ما تيسر من القرآن عند قبورهم .
والجمعة الأخيرة من رمضان تسمى عندهم >جمعة الوداع<، حيث يعتبرونها مناسبة عظيمة للاجتماع والالتقاء، فترى الجميع قد حزم أمتعته، وشد رحاله إلى أكبر مسجد في مدينة حيدر أباد ويسمى (مكة مسجد) وهم يرون في سبب هذه التسمية قصة ملخصها،أن ملكا مسلما قصد مكة للحج قبل 500 عام، وفي رحلة عودته أحضر معه حجراً من مكة،وأمر بوضعه ضمن بناء هذا المسجد (مكة مسجد)، وبعد ذلك أصبح يحمل هذا الاسم، وتصل صفوف المسلمين وقت أداء الصلوات قرابة ثلاثة كيلو مترات من كل جانب من جوانب المسجد، ولأجل هذا الاجتماع تغسل الشوارع والساحات المجاورة لهذا المسجد ليلة الخميس السابقة ليوم الجمعة الأخيرة من رمضان، كما يمنع مرور الناس في تلك الشوارع والساحات المحيطة بهذا المسجد، ويبقى الحظر ساري المفعول إلى وقت الانتهاء من صلاة الجمعة