ماذا يقولون كبار السن في الإمارات عن العيد في الماضي؟
يقول أحد كبار السن:
في ليلة العيد ننام ونحن نحلم به، قبل أن نغادر الليلة التي تفصلنا عنه، لا ننسى ان نتجهز ، فنعد ملابسنا الجديدة، كذلك نعمل في مسكننا على تغيير مواقع بعض ما فيه ليبدو مختلفا، هكذا جديد العيد في الماضي يمتاز انه سهل بسيط، الا انه جميل ومفرح، نكهة لا نجدها اليوم أبدا رغم ترف وبذخ جديد العيد الذي نرفل فيه.
إذا نمنا ليلة العيد، فاننا نشبع منه، ونقوم قبل أن تقوم الشمس نسبقها نحو المصلى الكبير، المصلى الذي لا نسلك الطريق الموصل له سوى مرتين في العام .
نجلس في الصف الاول ، وهو صف وحيد طويل كل اهله يتعارفون، وتميز فيهم الغريب من بعيد – هذا في الزمن الماضي طبعا – زوار مصلى العيد الذي لا توجد فيه منارة ولا أسوار وأرضه مفروشة بالتراب او الحصى، لا يغطيها سجاد ولا يتوفر فيه مكبر للصوت، ضيوفه يجلسون متلاصقين مكبرين مهللين ينتظرون الصلاة، وكل عيد ننسى كم نصلي وكم نكبر وماذا نقرأ في كل ركعة، وأي دعاء نردده، لكننا نصلي مثل الناس، ولا نلوم انفسنا على هذا الجهل، فالعيد يذهب وتطول غيبته، وننسى في الايام التالية ان نسأل ونحفظ كيف تكون صلاة العيد.
ما أن نصلي وينهي الخطيب موعظته، نتحرك في الصف الطويل الوحيد، مارين عليه فردا فردا يتساوى الاطفال والكبار في هذا المرور متبادلين «حب الخشوم» وتحية العيد : عساكم من عواده .
ويستمر طقس العيد في المعايدة على اهل البيت والجيران والفريج والاقارب القريبين منهم والذين تبعد ديارهم، وكلما كبرت واتسعت مساحة السلام والمعايدة شعر الواصل والموصول كل منهما ان عيده اسعد وان فرحته اكبر .