وكان بوفيه الإفطار مقدما في غرفة ذات سقف خشبي منحدر ونوافذ كبيرة تطل على المياه الزرقاء ل " ايزفجورد" و الكتل الجليدية التي ورائها . و عندما خرجنا من المطعم كان في استقبالنا دب قطبي محشو كبير الحجم. فراؤه الناعم و بياضه الناصع لا يخفون ضخامة حجمه و مقدار هيبته مع ان وجهه يوحي بالبرائة.يجب ان لا تعبث مع هذا الحيوان.
تجولنا خارجا وتوجهنا الى احد المتاجر التي كانت تضع مجموعة متنوعة من الملابس الصوفية على العرض. إلى جانب المجموعة المعتادة من سترات التزلج و السترات الرياضية و اقنعة للوجه و القبعات و القفازات ، و كان المخزن يعرض مجموعة من البنادق . بنادق الصيد و المسدسات وجميع أنواع الأسلحة الصغيرة التي يتم عرضها جنبا إلى جنب مع احذية التسلق والقبعات و السكاكين المستخدمة في الصيد. و يمكنك بكل سهولة الذهاب الى هذا المتجر و شراء واحدة من هذه البنادق.
حاكم سفالبارد الذي يتولى الإشراف على 2565 من سكان ونغيرباين ( تعداد السكان لعام 2009 ) كان قد اصدر مرسوما يحث الساكنيين على حمل بنادق الصيد حين الابتعاد عن المناطق المؤهولة من قبل البشر للحماية من الدبب القطبية ، و بالرغم من ان ايذاء او قتل الدب القطبي يعد جريمة الى ان البنادق تعد اجبارية للحماية الشخصية .
لم نكن بحاجة إلى بندقية صيد لنصطاد طعام الغداء لكننا مشينا لوسط مدينة ونغيرباين الذي يتألف من عدد قليل من المتاجر و سوبرماركت ضخم ومجموعة من المطاعم. المطعم الذي وجدنا أنفسنا فيه بعد تفقد المطاعم بدا وكأنه محل لبيع الكتب اكثر من كونه مطعما . صور العربات التي تجرها الكلاب تزين جدران الفرفة ذات الطابع الريفي و التي تخدم كمطعم و كذلك كمكتب لحجز جولات العربات التي تجرها الكلاب في المدينة.
الطاهي كان شخصا قد قيل عنه انه كان من جزيرة سيلان في جنوب آسيا. مع انه لم يبدي اي تعليق على سؤالي له اذا كان من سريلانكا . وكان على الارجح واحد من أولئك الذين فروا من الاضطهاد في شبه جزيرة جافنا وغادر الجزيرة عندما كانت لا تزال تسمى سيلان. عندما شرحنا له اننا مسلمون ولن نأكل اللحوم قام بتحضير بعض الماكولات البحرية اللذيذة وحساء السمك والثوم والليمون و السلطعون المسحب . و منتصف عملية تحضير الغذاء جاء الينا و سألنا إذا كنا نوافق على اضافت الحليب الى السمك في عملية الطهي . مما يدل على انه كان لديه بعض الزوار اليهود الذين لا يتناولون الحليب و السمك معا.
نحن الآن قد وصلنا إلى حافة المدينة ، وأمامنا طريق وعرة تأدي الى التلال التي تغطيها الثلوج. لم يعد هناك المزيد من المنازل. و كان هناك غدير صغير من الماء البارد يتدفق من على جانب الطريق. و فجات رأينا سيارة دفع رباعي مرة من جنبنا و توقفت على بعد مئات الامتار منا عند سفح التلال. ألقينا نظرة على الجليد و على الطرق الوعرة ، وقررنا أن نرجع ادراجنا حيث اننا لسنا من هذا النوع من الناس الذين قد يقدمون على تسلق تلك الجبال . انما لو اعطيتنا ارضيات من الرخام في مركز تجاري فسوف بلاشك ان نمشي لساعات وساعات ولكن منحدرات متفاوتة و رياح متهيجة و باردة فلا . كما ان سيارة الدفع الرباعي عادة ادراجها ايضا . يبدو أن شخصا ما قد لاحظ أن هناك مجموعة من الزوار بدون بنادق تتوجه نحو البرية وقام المسؤولون بارسال هذه السيارة للتاكد من اننا لم نبتعد كثيرا من دون حمل بنادق .