جائت حافلة صغيرة إلى الفندق في الصباح لنقلنا إلى الميناء حيث "اس اس بولار جيرل" في انتظارنا. لم يكن في السفينة التي تتسع لخمسين راكب ذلك اليوم سوى زوجين من أوسلو إلى جانبا نحن، و لذلك بدت الرحلة و كأنها نزهة خاصة. قام دليل الرحلة بعرض خريطة وجهتنا، وحذرنا من أن المياه قد تتحول إلى جليد في بعض الأحيان وربما تتجمد وراءنا ونصبح عالقين على متن الزورق. عندما انطلقنا، رأينا الأنهار الجليدية والجبال التي تغطيها الثلوج من حولنا في كل مكان. وكانت النوارس تحوم حولنا وتنقض على سطح الماء لصيد الأسماك. كانت الرياح باردة جداً، لم نستطع المكوث خارجاً لوقت طويل فدخلنا إلى مقصورة السفينة.
بدا أمامنا جبلاً جليدياً كبير، فأبحرنا على مقربة منه و لاحظنا طيور البفن البحرية جالسة عليه. لم تظهر القمة الظاهرة من الجبل الجليدي التي كان مرئية فوق سطح الماء لم تكشف حجم الجبل الجليدي الهائل حقاً. ترك القبطان السفينة تكشظ جانب الجبل الجليدي بعناية فائقة، متجنباً ضربة مباشرة. لم نرد التجول في الأنحاء الخالية، و قامت طيور البفن بالتحليق بعيداً.
بحثنا من خلال المنظار في محاولة للإيجاد الدببة القطبية في الكتل الجليدية البعيدة لكننا لم نستطيع ايجاد أي منها. دليلنا الموجهة لنا أن ننظر إلى قطعة من الجليد العائم في المسافة. انها فقاعة الظلام على ذلك. على توثيق التفتيش اتضح أن يكون الفظ. نحن أبحر في اتجاه الشاطئ البعيد الجليدية ولكن ورقة من الجليد تقتصر زحفنا. زورقنا لم يكن إذابة الجليد وعلى الرغم من أن القبطان الذي بضع محاولات للمضي قدما ، وتصدع الجليد وكسر لكنه لم يقدم لنا الطريق للابحار قدما.
وقدم لنا حساء المأكولات البحرية مع لفائف الخبز والزبدة على مائدة الغداء و كم كانت دافئة ! وقد قدمت لنا افضل خدمة ممكنة ، و ما نشتهيه من الحساء اللذيذ.و الرياح الجليدية التي كانت تهب من حولنا بدات و كانها تتحول الى رياح دافئة . احيانا وجبة بسيطة قد تجعلك تشعر بكامل الرضى . الحمدلله !
في وقت لاحق من ذلك اليوم ذهبنا إلى المطار لللحاق برحلتنا.
وكانت الساعة الثالثة مساء عندما هبطنا في اوسلو و درجة الحرارة كانت مرتفعة جدا 30 درجة سيليزية ، الاحتباس الحراري…
{jathumbnail off}