إن زيارة كوالالمبور تعد تجربة انسانية فريدة من نوعها. هذه المدينة الآمنة جداً والتي تتسم بالحداثة والأصالة في آن واحد هي مزيج وخليط من أعراق وأديان مختلفة متآلفة ومنسجمة مع بعضها البعض ضمن نسيج عرقي تحكمه توازنات الدولة والسياسة تارة وتوازنات الاقتصاد تارة أخرى.
وصلنا الى مطار كوالالمبور قادمين من دبي على متن الخطوط الجوية القطرية في العشرين من مايو 2010. كانت الخطوط الجوية القطرية قد أعلنت عن اسعار مخفضة جدا على تذاكرها إلى كوالالمبور وكان يوم 20 مايو 2010 هو اليوم الأخير في هذا التخفيض. ركبنا الطائرة حوالي الساعة العاشرة ليلاً من مطار دبي الدولي متجهين إلى مطار الدوحة الدولي للمكوث هناك لمدة ساعتين في صالة الترانزيت ريثما تقلع بنا الطائرة من الدوحة متجهة إلى كوالالمبور عاصمة مملكة ماليزيا.
استغرقت الرحلة بالطائرة 7 ساعات ورغم طول مدة الرحلة إلا أننا ومعي معظم الركاب كنا ننام لبعض الوقت فإذا ما استيقظ أحدنا استطاع أن يشاهد مجموعة رائعة من البرامج الترفيهية في شاشة موضوعة أمام كل راكب. اكتملت الساعات السبع وهي عمر الرحلة وبدأنا نرى من نافذة الطائرة كمية رهيبة جداً من الغابات الاستوائية وهو منظر لم نعتد رؤيته من قبل.
تبعد كوالالمبور عاصمة ماليزيا كثيرا عن الساحل ولذلك فإن الطائرة استغرقت بعض الوقت لتصل الى المطار منذ أن بدأنا نرى تضاريس الساحل الماليزي. وأخيراً وصلت الطائرة وحطت في مطار كوالالمبور الدولي. دخلنا الى صالة المطار لنجد أن المطار بداخله قطار مترو كان علينا أن نستقله لينقلنا داخل المطار نفسه إلى صالة الهجرة والجوازات. استغرقت المسافة في هذا المترو حوالي 3 دقائق.
وصلنا إلى صالة الهجرة والجوازات ووقفنا في طابور ليس بالطويل وكانت اجراءات انهاء ختم جوازات سفرنا سهلة وسريعة جداً. وقد لاحظنا أن من يحملون الجنسية العربية يمكنهم الحصول على تاشيرة دخول من مكتب في المطار مقابل ما يعادل 150 دولاراً أمريكياً.
خرجنا من المطار الى البوابة لنجد عدد من الباصات الحديثة تصطف لنقل المسافرين إلى مدينة كوالالمبور والتي تبعد حوالي الساعة عن مطار كوالالمبور. لم تكن قيمة التذكرة مرتفعة حيث أنها لم تتجاوز الدولارين ونص الدولار. وصل بنا الباص الى مدينة كوالالمبور بعد حوالي الساعة وكان ما يميز الطريق كثرة الغابات على جانبي الطريق مما يضفي لونا أخضر على كل شيء تراه حولك.