في هذا المكان رقد أصحاب الكهف 309 سنوات كما يذكر القرآن الكريم عن مدة رقادهم. وكان أصحاب الكهف قد بحثوا عن ملجأ يختبئون فيه من ظلم وبطش حاكم روماني كان يريد أن يفتك بهم عندما علم أنهم يدعون إلى دين الوحدانية.
ففي حوالي العام 250 قبل الميلاد خضعت منطقة الأردن وبلاد الشام للحكم الروماني وكان الملك “ديسياز” وثنياً وكان يقيم حفل ديني سنوي لعبادة الأوثان. كان الناس يحضرون القداس مرتدين أجمل ما لديهم من ملابس. كان هناك شاب واحد يؤمن بوحدانية الله الواحد الأحد ورفض عبادة تلك الأوثان وآمن معه خمسة شباب آخرين فأصبح عددهم ستة.
وعندما سمع الملك بتمردهم اشتاط غضباً وأصدر في الحال أمراً بقتلهم جميعاً. ولكي يحافظوا على إيمانهم وعلى دعوتهم قرر الشباب الستة الفرار بدينهم والخروج من المدينة للاختباء. وبينما كانوا يمشون التقوا بمزارع كان لديه كلب فعرضوا عليه دعوة التوحيد فآمن بهم وانضم لهم وأخذ كلبه معه. وبينما كانوا يمشون وجدوا كهفاً فقرروا الالتجاء إليه ليدعوا الله تعالى ويتضرعوا إليه سبحانه. وبعد أن شعروا بالتعب من كثرة المشي قرروا أن يستريحوا قليلاً ووضعوا الكلب على باب الكهف كي يحرسهم. لكنهم ناموا بأمر الله تعالى هم وكلبهم 309 سنة.
وعندما استيقظوا من نومهم الطويل والذي لم يشعروا بطوله لم يكونوا يدركوا أبداً أنهم ناموا ما يزيد على ثلاثة قرون واعتقدوا أن نومهم ذاك لم يكن سوى بضعة ساعات. وعندما أرسلوا واحداً منهم لشراء طعام لهم من السوق تعجب البائع من رؤية عملات معدنية فضية قديمة من عصر الملك الذي أراد قتلهم فعلم الرجل أنهم الشباب الذين اختفوا منذ ثلاثة قرون وانتشرت قصة اختفائهم في المدينة وتناقلتها الأجيال. كان الملك الذي يحكم المدينة في ذلك الوقت يدعى “تاندوسيس” وكان موحداً وعندما علم بأمرهم ذهب إليهم في الكهف مشياً على قدميه ليطلب منهم أن يباركوه. وعندما اختار هؤلاء الشباب أن يدعوا الله تعالى أن يميتهم وأنهم لا يرغبون بالحياة فلم يبق من أهلهم أحد فقد ماتوا جميعاً وعندما مات هؤلاء الشباب بالفعل قام اهل المدينة بدفنهم في ذات الكهف ولا تزال عظامهم يمكن رؤيتها حتى يومنا هذا.يقال أن الكهف لا يوجد في الأردن وأن الكهف الحقيقي يوجد في تركيا ولكن في النهاية لا يعلم مكانهم الحقيقي على وجه اليقين إلا الله سبحانه وتعالى.