في هذه المساكن ومنذ 1400 عام كان يهود خيبر يعيشون هنا. تآمر يهود خيبر على الرسول عليه الصلاة والسلام وعلى المسلمين وتحالفوا مع القبائل التي هاجمت المدينة في غزو الأحزاب وقدموا لتلك القبائل كل الدعم.
كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم دليلين فطلب اليهما الرسول صلى الله عليه وسلم أن يسلكا أقصر الطرق التى تؤدى إلى شمال خيبر حتى يقطع عليهم طريق الفرار إلى الشام ويقطع غطفان عن مساعدتهم فانطلق الجيش حتى وصلوا إلى مفترق طرق متعدد لكل طريق اسمه فقال الدليل لرسول الله صلى االله عليه وسلم أي طريق نسلك فسأله الرسول صلى الله عليه وسلم عن اسم كل طريق فكان اسم الاول حزن فأبى النبى سلوكه وكان الثانى شاش فرفضه النبى كذلك وكان اسم الثالث حاطب فرفضه رسول الله وكان اسم الاخر حسيل إلى أن بقى واحدا فقال عمر ما اسمه فقالوا مرحب فاختاره رسول الله صلى الله عليه وسلم .
حصون خيبر:-
كانت خيبر أرض كبيرة مقسمة على جزئين من الحصون الجزء الأول يضم خمسة حصون هي:
حصن ناعم ، حصن الصعب بن معاذ ، حصن قلعة الزبير ، حصن أبى ، حصن النزار.
أما الجزء الثانى فيضم ثلاثة حصون:
حصن القموص الموجودون فيه من بني النضير .
حصن الوطيح ، حصن السلالم.
وقد دار القتال في الجزء الأول أما الجزء الثانى فقد استسلم من فيه بدون قتال.
وصول جيش المسلمين:-
لما أشرف المسلمون على خيبر كان الليل قد دخل فوقف رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعا الله تعالى قائلا:” اللهم رب السموات السبع وما أظللن، ورب الأرضين السبع وما أقللن، ورب الشياطين وماأضللن، ورب الرياح وما أذرين، فإنا نسألك خير هذه القرية، وخير أهلها، وخير مافيها، ونعوذ بك من شر هذه القرية، وشر أهلها، وشر ما فيها، أقدموا، بسم الله”.
فأقام المسلمون الخيام ليبيتوا ليلتهم إلى أن يطلع النهار وهنا جاء حباب بن المنذر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال :يارسول الله هذا المنزل أنزلكه الله أم هو الرأى في الحرب؟ قال النبي: بل هو الرأي . فقال حباب: يا رسول الله إن هذا المنزل قريب جدا من حصن نطاة وجميع مقاتلي خيبر فيه وهم يدرون أحوالنا ولا ندري أحوالهم وسهامهم تصل الينا وسهامنا لا تصل اليهم ولا نأمل من بياتهم وأيضا هذه النخلات ومكان خائر وأرض وخيمة لو أمرت بمكان خال عن هذه المفاسد نتخذه معسكرا فقال النبى صلى الله عليه وسلم : الرأي ما أشرت ثم تحول إلى مكان آخر.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأعطين الراية غدا رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله فبات الكل يرجوا أن تكون الراية من نصيبه وفى الصباح سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن علي بن أبى طالب رضي الله عنه فقال المسلمون :يا رسول الله هو يشتكى عينيه. فدعاه الرسول عليه الصلاة والسلام فجاء فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه ودعا له فبرئ فأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم الراية. فقال: يارسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا . فقال صلى الله عليه وسلم : انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه، فوالله، لأن يهدي الله بك رجلا واحدًا خير لك من أن يكون لك حمر النعم.
وفي تلك الأثناء لم تكن خيبر تشعر بوجود المسلمين بعد، فلما فتحوا الأبواب وخرجوا لزرعهم وابلهم ورأوا المسلمين قالوا محمد، والله محمد والخَمِيس ، ثم رجعوا هاربين إلى مدينتهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: الله أكبر، خربت خيبر، الله أكبر، خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين.