في هذا المكان دفنت جثامين شهداء غزوة أحد من الصحابة وفي مقدمتهم سيد الشهداء عم النبي صلى الله عليه وسلم حمزة ابن عبد المطلب رضي الله عنه. ويظهر قبر سيدنا حمزة رضي الله عنه في هذه الصورة.
قال سعد بن أبي وقاص : كان حمزة يقاتل يوم أحد بين يدي رسول الله بسيفين ويقول : أنا أســد الله . لقد صال سيدنا حمزة رضي الله عنه بسيفه ميمنة وميسرة مدافعاُ عن كلمة الحق (( لا إله إلا الله )) ، وبينما هو كذلك ، كان هناك من يترصد له ليقتله ، وذلك لأن حمزة كان بغيته المنشودة ، فبقتله يذوق وحشي طعم الحرية كما وعده مولاه جبير بن مطعم ، حيث بقول وحشي (ورأيت رجلا إذا حمل لا يرجع حتى يهزمنا ، فقلت من هذا ؟ قالوا حمزة .قلت : هذا حاجتي ) .
عن كعب بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من رأى مقتل حمزة . فقال رجل : أعزك الله أنا رأيت مقتله ، فانطلق فوقف على حمزة فرآه قد شق بطنه وقد مثـل بـه فقـال يا رســول الله قد مثــل به فكـره رسول الله أن ينضر إليه ووقف بين ظهراني القتلى وقال : أنا شهيد على هؤلاء لفّوهم بدمــــائهم فإنه ليس مجروح يجرح في سبيل الله إلا جاء يوم القيامة يدما لونه لون الدم وريحه ريح المسك قدموا أكثرهم قرآنـا واجعلوه في اللحد .
قال الأمام احمد رحمه الله حدثنا سليمان بن داود الهاشمي أنبأنا عبد الرحمن ، يعني أبن أبي الزناد ، عن هاشم عن عروة قال : أخبرني أبو الزبير : أنه لما كان يوم أحد أقبلت امرأة تسعى حتى إذا كادت أن تشرف على القتلى ، قال فكره النبي صلى الله عليه وسلم أن تراهم ، فقال : المرأة المرأة ! قال الزبير : فتوسمت أنها أمي صفية ، قال : فخرجت أسعى إليها ، فأدركتها قبل أن تنتهي إلى القتلى ، قال : فلدمت في صدري ، وكانت امرأة جلدة ، قال : إليك الأرض لك ، قال : فقلت :إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عزم عليك ، قال : فتوقفت ، وأخرجت ثوبين معها ، فقالت : هذان ثوبان جئت بهما لأخي حمزة فقد بلغني مقتله ، فكفنوه فيهما ، قال : فجئنا بالثوبين لنكفن فيهما حمزة ، قال : فوجدنا غضاضة وحياء أن نكفن حمزة في ثوبين والأنصاري لاكفن له ، فقلنا : لحمزة ثوب وللأنصاري ثوب. رضي الله عنه وأرضاه.