تستند أصول مدينة براغ-كمعظم المدن الكبرى- إلى أساطير قديمة. حيث تم تأسيس المدينة على يد ابنة حاكم التشيك ليبيوزي و بيرميسل الرجل الذي اختارته ليكون زوجها. وقد أصبحت المدينة منذ ذلك الوقت مركزاً للنبل والشرف كما شهدت على صعيد آخر ازدهار تجارة الرقيق وخاصة بعد استقرار عدد من التجار الأوروبيين فيها. و في عام 1257 أسس الملك أوكتار “مالا سترانا” لتكون منطقةَ خاصةَ للشعب الألماني.
وكان أعظم عهد شهدته مدينة براغ تحت سيطرة الإمبراطورية الرومانية المقدسة حيث أمر شارل الرابع ببناء المدينة الجديدة و بناء كاتدرائية القديس فيتوس و جامعة تشارلز و التي تعد أقدم جامعة في أوروبا الوسطى، وكانت براغ في تلك الفترة ثالث أكبر مدينة في أوروبا. وقد ساهمت أعمال الملك وينيساسلاس الجيدة في المدينة لجعلها مدينة تجارية رئيسية لقرون لاحقة.
ازدهرت براغ فعلياً في القرن الرابع عشر على يد الملك كارل الرابع، والذي وسع قلعتها وبنى جسر تشارلز الشهير، الذي يمتد لمسافة 516 متراً طولاً وعشرة أمتار عرضاً فوق نهر فلتافا. ثم تعاقبت عليها الغزوات الخارجية من النمساويين وقبائل القوط والجرمان والروس، لكن حرب السنوات الثلاثين، التي أنهت حكم الملك رودولف، كانت كارثة حقيقية اختفى خلالها الشعب التشيكي تقريباً، لأن البروتستانت أعادو تحويل البلاد بالقوة إلى الكاثوليكية، مع كل ما تبع ذلك من تغييرات اجتماعية.
ماضي براغ التي توصف بأنها أم المدائن ومدينة الأبراج والجسور، حاضر في كل حي ومقهى ومبنى. فهي متحف مفتوح لا يمكن للزائر تفحص محتوياته في أيام قليلة، عدا عن التجول في شوارع وطرقات المدينة الذي يشكل متعة تغوص في أعماق التاريخ. وتبدو براغ التي بنيت فوق خمسة تلال على ضفتي نهر فلتافا، ملتحفة بسحر عظمتها وماضيها. فقد عرفت منذ العصور الوسطى كإحدى أجمل مدن العالم، وأضفى تعاقب النظمة السياسية عليها لمحة سحرية فريدة على براغ حيث، اختلطت المدارس والتيارات المعمارية كافة لتكون وحدة عضوية تمثلها الأبنية التاريخية بدءاً بالقلاع المستديرة المقببة، ومروراً بالأبراج القوطية التي تتسم بالأقواس والدعائم البارزة والمضلعة، والبيوت والقصور الارستقراطية على طراز مدرسة النهضة ووصولاً إلى المعابد والكنائس والأديرة على الطراز الباروكي الغريب غير المتناسق الذي يتميز بالضخامة والتفاصيل المثيرة، جنباً إلى جنب مع مدرسة الفن المعماري الحديث، وهي بهذا الخليط المتنوع والمبهر أشبه بمسمفونية أحجار كما شبهها يوماً أحد الشعراء عاكساً بذلط طبيعتها وجمالها الفريد. كما أنها بخلاف الكثير من مدن أوروبا الوسطى، لم تدمر بشكل كبير في معارك الحرب العالمية الثانية وهكذا استطاعت أن تحتفظ بكنوزها الأثرية.
وقد شهد القرن الخامس عشر تطوراً كبيراً في مدينة براغ نتيحة قدوم عدد كبير من العلماء و الموسيقيين و الفنانيين إليها، ولكنه لم يستمر طويلاً بسبب الحريق الكبير في عام 1618 مما جعل المدينة تدخل في مرحلة “إعادة البناء” و التي استمرت لفترة طويلة.
وعلى الرغم من ذلك بدأت الأمور تتحسن في القرن السابع عشر حيث شهدت المدينة ازدهاراً اقتصادياً استمر حتى القرن الثامن عشر كان سببه تعاون التجار الأغنياء من نبلاء المدينة لإحداث طفرة فريدة من نوعها في المدينة حيث تم تأسيس القصور و الحدائق و الكنائس على الطراز الباروكي. وفي عام 1784 وحد الملك جوزيف الثاني أربعة مناطق وهي “مالا ستارانا” و “نوفي ميستو” و “ستاري ميستو” و “هرادكاني” لتصبح مدينة واحدة وهي “براغ” التي نراها اليوم.
-الثورة المخملية
– الإطاحة السلمية بالنظام الشيوعي- عام 1989.
أدت هذه الثورة إلى تقسيم البلاد من تشيكوسلوفاكيا إلى الجمهوريات المنفصلة الحالية التشيكية و السلوفاكية. و قد قاد الجمهورية التشيكية السجين السياسي السابق غاكلاف هافل و الذي استمرت ولايته حتى عام 2003. كما انضمت الجمهورية التشيكية إلى الاتحاد الأوروبي عام 2004.
<br >
{loadposition upload_ima} | {loadposition display_im} |