فتحت براغ أبوابها للسياح والزوار الأجانب بعد ثورة عام 1989 حيث استقطبت أنظارهم كبلد سياحي مزدحم. وعلى الرغم من محاولة المدينة تأمين كل ما يحتاجه السياح إلا أن الغش من بعض البائعين والمقيمين لا يزال موجوداً حيث قد يتعرض السائح للسرقة أو يضطر لدفع مبالغ أكثر من الحاجة.ولكن براغ تحاول قدر الإمكان جعل زوارها سعداء من خلال تأسيس عدد من المطاعم والمحلات التجارية الراقية إلى جانب توفير كافة الخدمات التي يحتاجونها للاستماع في زيارتهم.
كما أن مدينة براغ تحمل سمعة جيدة في مجال الهندسة المعمارية فعلى الرغم مما تعرضت له من حروب وكوارث طبيعية فإن مبانيها لاتزال سليمة و تصاميم ديفيد سيرتي فيها متفرد، وشوراعها مليئة بالأسرار والمقاهي الصغيرة التي تقدم أفضل عروض الطعام والشراب. لذلك ننصح الزائر باكتشاف هذه المدينة بنفسه.
ما إن يطأ الزائر أرض براغ حتى يصطحبه التاريخ في رحلة تمتد ألف سنة، هي عمر المدينة، تبدأ بدقات الزمن عند ساعة أورلوي الفلكية الشهيرة في وسط العاصمة، وتمر بنهر فالتافا الذي يشق المدينة، وتنتهي في قلعة الرئاسة التاريخية التي لا تكتمل زيارة البلاد دون مشاهدتها. يعد المشهد السياحي مذهلاً في العاصمة التشيكية “براغ”، أو “براها” كما يحب أن يسميها أهلها. المدينة التي اختارها الشاعر العربي الكبير محمد مهدي الجواهري منفىً اختيارياً لثلاثين عاماً، وخلدها في قصائد ارتبطت بالوعي السياسي العالمي بما سمي حينها “ربيع براغ” في عام 1968. كما ارتبطت براغ بالوعي الثقافي والفني والعالمي بالأديبين التشيكيين الشهيرين فرانز كافكا وميلان كونديرا والموسيقار العالمي موزارت وبعض التشكيليين والمعماريين.
لكن وفي ذات الوقت لا يمكن زيارة براغ التي اشتهرت بلقب مدينة “الكريستال البوهيمي”، حيث الفن في كل مكان، من دون استحضار ماضيها وقراءة حاضرها، خصوصاً أنها دخلت العولمة من اوسع ابوابها. لقد مصلت هذه المدينة منذ تأسيسها وسط منطقة بويهيما التاريخية المركز الأساسي لأقدم حكم ملكي في بوهيميا ومقراً لملوكها وأقام هؤلاء في القلعة التي بناها البارون بور جيفوي عام 880 والتي سرعان ما تحولت مقراً لسائر ملوك الدولة، ومن بعدهم رؤساء الجمهورية وحتى يومنا هذا. وتشكل القلعة التي كبرت وتشكلت على مر العصور، بأنماط معمارية مختلفة حتى صارت كبرى قلاع أوروبا، وأحد أهم المزارات السياحية في المدينة.