تعد باريس الآن مأوى لثقافات متعددة تصل إلى 12 مليون نسمة. أغلبية سكان باريس هم من السكان المحليين، ولكنها تحتوي على سكان من شمال أفريقيا، ألمانيا، وحتى من جنوب آسيا. مجموع السكان الأجانب الكلي في المدينة يصل إلى 8% – 10% من المجموع الكامل. وتتميز باريس أيضاً بالتعددية الدينية حيث تنتشر بها الديانات التالية: أغلبية من الرومان الكاثوليك، ثم المسلمون، ثم البروتستانت، واليهود، وبعض اللادينيين.
مما يذكر أن العاصمة الفرنسية، شهدت في فترات سابقة، هجرات معاكسة منها إلى المدن والضواحي المجاورة. وكان على رأس أسباب هذه الهجرات ارتفاع أسعار الشقق والبيوت المستأجرة وما يتبعها من خدمات، وما يحيط بها من ازدحام في المواصلات. لكن لم يحدث منذ عام 1982 أن تخطى عدد سكان باريس حاجز المليونين ومائتي ألف. ويعزو المحللون هذه الزيادة إلى أسباب ديموغرافية طبيعية، أي زيادة عدد الولادات على الوفيات. ورغم أن الباريسيين صاروا يعيشون حياة أطول وتراجعت أعداد الوفيات في العقد الأول من القرن الحالي عما كانت عليه في العقد الأخير من القرن الماضي، فإن نسب المواليد حققت قفزات غير مسبوقة، بحيث تصدّرت فرنسا جاراتها الأُوروبيات في هذا الميدان.
ومن أسباب تزايد سكان باريس، أيضاً، تراجع عدد العائلات التي تغادر المدينة. ففي حين كان يغادرها نحو 14700 شخص سنوياً، خلال عقد التسعينات، فإن هذا العدد تراجع إلى 9700 شخص في العام، حالياً. وكشفت الإحصائية أن عموم مناطق العاصمة تشترك في زيادة السكان، مع تفوق واضح للدائرة التاسعة عشرة الواقعة في النصف الشمالي منها. لكن دائرة وسط باريس التجارية والدائرة السادسة عشرة التي تقع فيها الأحياء السكنية الراقية لم تشهد زيادات موازية للدوائر الأخرى.