في حين أن (نيروبي) اليوم ليست بالتأكيد محطة القطار الصغيرة التي كانت في الماضي، فلا يمكن في الواقع تصنيفها علي أنها مدينة كبيرة. تعتبر نيروبي المدخل إلي بلد جميل ومغامر، يتمتع بميزات فريدة لا تتوفر في أي مكان آخر في العالم. وللمدينة عيوب كثيرة، ومع ذلك، فهي مدينة مريحة نوعاً ما، ويمكن أن يزداد قبولك لها تدريجياً إذا تعاملت معها بصورة صحيحة.
تمتلك المدينة ثقافة فريدة. فأين يمكن للمرء أن يري محاربو (الماساي) في اللباس التقليدي يسيرون جنباً إلي جنب مع رجال الأعمال العصريين؟ والمدينة مزدحمة علي الدوام، ونابضة بالحيوية. ويتمتع الحي التجاري المركزي بكل التسهيلات والمؤن التي يحتاجها المسافر. فقد تطورت (نيروبي) في المنطقة المحيطة بالحي التجاري المركزي. ويقع (البرلمان الكيني) في تلك المنطقة، وكذلك مجلس المدينة، و الميدان. والاتجاه المتبع في الآونة الأخيرة هو انتقال الشركات من الحي الرئيسي، وتحركها نحو الضواحي ،حيث الأراضي الأقل سعراً. وفي (نيروبي) تتجه تلك النزعة نحو منطقتين تبعدان عن بعضهما ببضعة كيلومترات، وهما: منطقة (التل العلوي)، ومنطقة الـ(وست لاندز)، حيث يمكن مشاهدة الكثير من الإنشاءات الجديدة في تلك المنطقتين. وقد أبدت شركات من الشرق الأوسط اهتماماً بإقامة مقار إقليمية لها في (نيروبي). وتتميز (نيروبي) عن بلاد قارة أفريقيا الأخرى، بأنها المقر الرئيسي الاقتصادي في المنطقة، ويمكن رؤية التطور التجاري على طول طريق المطار.
المطار هو الأكبر في شرق أفريقيا. ويقع مقر (الخطوط الجوية الكينية) هنا. وتمتلك (نيروبي) مراكز صناعية ضخمة، وتستضيف المدينة العديد من الشركات العالمية. وتنتج (نيروبي): الأطعمة المصنعة، و الصابون، والكيماويات، والمنسوجات، ومواد البناء.
ينجذب عدد كبير من المهاجرين إلى (نيروبي) آملين في تحسين نمط حياتهم والعمل الخاص بهم. ولدى منظمة الأمم المتحدة مبني ضخم في (نيروبي). ومازالت الزراعة والسياحة تمثلان مصدري الدخل الرئيسيين. ويمثل تصدير الأزهار سوقاً ضخمة أخرى. وكما هو الحال في كثير من المدن العصرية، سترى هنا الأحياء الفقيرة بجانب المباني الحديثة، والثراء بجانب الفقر المدقع، وضعف البنية التحتية جنباً إلي جنب مع التنمية. و مع ذلك، فعلي مسافة ليست ببعيدة عن المدينة الرئيسية، يمكن للمرء أن يذهب إلي عالم مختلف تماماً من الأراضي المفتوحة، والغابات المطيرة، و أفضل مشاهد الحياة البرية التي يمكن للمرء أن يشاهدها في أي مكان في العالم، وذلك كله عن قرب شديد.
وإذا ذهبت إلى أبعد من ذلك بقليل، يمكنك الوصول بسهولة عن طريق (نيروبي) إلى المناطق السياحية الضخمة الموجودة في (كينيا)، سواء كانت الأنهار الجليدية، أو الوادي المتصدع، أو الأحزمة الساحلية، أو القمم الجبلية العالية، أو الأودية السحيقة، أو الأدغال، أو الصحاري. والمدينة نفسها لديها الكثير لتقدمه سواء فيما يخص السفر الاقتصادي، أو إذا كنت تبحث عن الأفضل، فهناك مطاعم رائعة، وفنادق فاخرة. وتعتبر العروض الثقافية، والموسيقي التقليدية جزءاً من الحياة اليومية للمدينة. وهناك مساجد، ومعابد منتشرة في كل مكان. غالبية سكان المدينة من المسيحيين، ويمكن رؤية الكاتدرائيتين المبنيتين علي الطراز القوطي الأنجليكي، وهما:(ذا هولي فاميلي)، و(ذا أول سينتس) في وسط المدينة. وهناك الكثير من الكنائس في كل أنحاء المدينة أيضاً. ويحتوي المتنزه القومي الـ(ناشيونال بارك) الموجود في ضواحي المدينة على كم كبير من الحياة البرية. ويتسني للمرء أن يري الفهود، وحيوانات وحيد القرن، والأسود من مسافة قريبة جداً. وإذا كان المرء مولعاً بالزرافات، فالـ(جيراف مانور) أو (مزرعة الزراف) تجعل المرء أقرب ما يمكن أن يكون على الإطلاق لذلك النوع من الحيوانات. ويوجد في (نيروبي) دورات رائعة لرياضة الجولف، و مسارات جبلية جيدة. و تكثر النوادي في المدينة، سواء كانت للكريكيت، أو الجولف، أو النزهات.
هناك جاليات للمغتربين من كل الدول تقريباً تعيش هنا. والمدينة اليوم نابضة بالحياة، ويوجد بها متاحف، ومنتجعات، ونوادي ليلية. ولا تزال السياحة هي المحرك الرئيسي لاقتصاد المدينة والبلد ككل. وللأسف مع الحداثة، تكافح المدينة المعدلات المتزايدة للجريمة.