قبل وصول القطارات إلي المنطقة ، كانت (نيروبي) لا تزيد عن كونها أرض مستنقعات صغيرة ، و مكانا لشعب (الماساي) ليرووا عطشهم و هم علي الطريق . و لم يبدي المستعمرون الأوروبيون أي اهتمام بها . و تحت وطئة الضغوط الشديدة من الحروب الأهلية ، و تفشي أمراض مثل : (الكوليرا) ، و (الجديري) ، اضطر قائد (الماساي) إلي السماح للبريطانيين بإنشاء خط سكك حديدية لهم ، من (مومباسا) ، إلي (أوغندا) ، و ذلك عبر المراعي الخاصة بالـ(ماساي) . و سرعان ما تم بناء محطة في عام 1899 ، علي حافة جدول (إيوازو نيروبي) ، و معناه حرفيا : (المياه الباردة) . و بدأت تلك المحطة كمحطة إمداد صغير ، و سرعان ما أصبحت المحطة الرئيسية للسكك الحديدية الأوغندية . و سمحت لها درجة الحرارة ، و الميل
و الارتفاع المنخفضين أن تكون قاعدة يستريح فيها العمال ، و أسيادهم البريطانيين . و ما إن تم استكمال خط السكك الحديدية ، حتي أصبح من الصواب أن يحول البريطانيون إدارتهم من (نيروبي) إلي (مومباسا) . و كانت المسافة و المناخ من العوامل الحاسمة في اتخاذ ذلك القرار. و اكتسبت المدينة شعبية ، و أصبحت أقوي من الناحية الاقتصادية . و حول البريطانيون اهتمامهم نحو الترحال ، و ملاحقة الطرائد الضخمة المتوفرة . و قاموا بتشييد بعض الفنادق الفخمة ، و زاد عدد المستوطنين الأوروبيين بشكل سريع (ففي خلال 30 عاما ، ارتفع العدد بمقدار 75000) ، و بدأوا في الاستيلاء علي المناطق الخصبة المحيطة بـ(نيروبي) .
و لم يستطع شعب (الماساي) إلا أن يعربوا عن استيائهم .
في نفس الوقت ، تم تهجير أفراد قبيلة (كيكويو) من أراضيهم ، و انتقلوا إلي (نيروبي) . و كان البريطانيون مشغولين بـ(الحرب العالمية الثانية) ، ولم يريدوا بعدها أن يركزوا علي المشكلات التي تعاني منها الشعوب الأفريقية . و في الوقت نفسه ، كان الأفارقة الذين أجبروا علي خوض الحرب غاضبين ، و متعبين أيضا . و استمر تمرد (الماو ماو) ، و الذي بدأته قبيلة (كيكويو) حتي عام 1956 . و تم وضع “كينياتا” – الذي قام بتأييدهم – في السجن حتي عام 1961 . و أجبر التمرد المستمر البريطانيين في النهاية علي منح الاستقلال في 12 ديسمبر 1963 ، و أصبح “كينياتا” أول رئيسا لـ(كينيا) .
في عام 1998 ، تعرضت سفارة (الولايات المتحدة) للقصف علي يد إرهابيين ، و تم تحويلها الآن إلي حديقة تذكارية .