يتنافس الناس في (نيروبي) الحضرية علي الوظائف ، حيث يجب عليهم أن يكدحوا من أجل لقمة العيش . هناك فجوة كبيرة بين الأغنياء و الفقراء . يعاني سكان الأحياء الفقيرة في المدينة من الجوع و رداءة المرافق الصحية . تتزايد الأحياء الفقيرة مع تزايد عدد المهاجرين الذين يأملون في الحصول علي حياة أفضل في المدينة . هناك أكثر من 2 مليون شخص يعيشون في الأحياء الفقيرة ؛ يعيش هذا العدد الكبير علي حوالي 1.5 % من مساحة الأرض . و في موسم الأمطار ، تصبح تلك المناطق غير ملائمة للسكن بدرجة خطيرة . و تتكدس أكوام القمامة في تلك المناطق التي لم تصلها الكهرباء بعد ، و تنتشر الأمراض فيها ، في حين انه كثيرا ما يتم إخلاءها. التشرد هو القاعدة في تلك المناطق ، حيث لم تدرك الحكومة الحاجة إلي إضفاء الطابع الرسمي علي تلك المستوطنات ، و بالتالي أصبحت الجريمة طريقا سهلا للكثيرين. و تسعي حركة (مونجانو) للمطالبة بحقوق هؤلاء السكان . و اضطرت الحكومة الآن إلي البحث عن بعض الحلول الدستورية . و يمتلك السكان غير القاطنين في الأحياء الفقيرة منازلا لائقة إلي حد ما ، بل أن بعضهم يعيش في منازل كبيرة . و يقع الحي الأكثر ثراء في الجانب الغربي من (نيروبي) . و الطبقة الوسطي آخذة في الازدياد ، و مع ظهور الشركات ، يتم تشييد الوحدات السكنية . حيث يمكن رؤية الاحتياطات الأمنية في كل المستعمرات السكنية .
ظهر تأثير (مرحلة الهند البريطانية) في المنطقة ، و هناك فئات متنوعة ، و متعددة الثقافات. و تشمل الجماعات الكينية العرقية : (كيكويو) ، و ربما تكون الفئة الأكبر عددا ، و (لوو) ، و(لوهيا) ، و (كالينجن) ، و (كيسي) ، و (كامبا) . و يوجد في (نيروبي) الكثير من الأوروبيين ، بالإضافة إلي جالية كبيرة للمغتربين الأووبيين ، من بين جاليات أخري ؛ و ذلك لوجود المقار الرئيسية للسفارات ، و الشركات ، و مكاتب الأمم المتحدة هنا . قد أقام المستوطنون الهنود
و الباكستان منذ أيام بناء السكك الحديدية قاعدتهم هنا . و يوجد أيضا مهاجرين صوماليين ،
و سودانين ، لذلك توجد المعابد و المساجد و الكنائس في كل مكان . و قد مثل هذا المكان مصدرا للإلهام لصانعي الأفلام ، و الكُّتاب ، و كان موطنا لبعض الأفلام ، و الأعمال العظيمة من كل أنحاء العالم ، إلي جانب الكتاب الكينيين ، و الأوروبيين المشهوريين الذين جعلوا من هذا المكان مركزا لهم . و يعد الكتاب و الفيلم الحائز علي 7 جوائز أوسكار ، و المسمي : (أوت أوف آفريكا) مشهور علي مستوي العالم ، و قد تم تصويره بالقرب من (نيروبي) . و قد عاشت الكاتبة في (نيروبي) ، و كتبت عن خبراتها المتنوعة في (كينيا) . و قد تم صنع الفيلم الأمريكي (ذا كونستانت جاردنر) في (نيروبي) أيضا . و قد نشأ الكاتب الكيني الشهير : "نوجوجي واثيونجو" هنا أيضا .
تعد (نيروبي) هي محور الموسيقي الغربية الأفريقية ، و المعاصرة . و عن طريق انصهار موسيقي (الجاز) مع موسيقي (اللوو) الأفريقية ، وُلدت موسيقي (البنجا) ، و هي الشكل الجديد في (نيروبي) التي تعد رائجة هنا للغاية . تقام المهرجانات الموسيقية المعتادة للكليات
و المدارس هنا ؛ فالمدينة تعد مركزا للموسيقي الأفريقية . و انتقل الموسيقيين من جميع أنحاء شرق أفريقيا إلي (نيروبي) ، و ذلك بعد المشكلات السياسية في مناطقهم . و يمكن رؤية
و سماع موسيقي الـ(هيب هوب) ، و الموسيقي الغربية ، مندمجتين مع الأشكال الموسيقية الأسيوية هنا . و قد مثل هذا المزيج الآتي من ذلك الجزء من (كينيا) : مصدرا للإلهام للموسيقِي الأمريكي "بوب مارلي" ، و لأساليب موسيقي الـ(ريجي) . قد أدي موسيقيين شهيرين عروضا في هذه المدينة . توجد هنا العديد من المؤسسات التعليمية التي تستخدم اللغة الإنجليزية ، كتراثا خلفه البريطانيين ، بالإضافة إلي العديد من الجامعات عالية المستوي.
في مجال الرياضة ، تعد (نيروبي) موطنا للملاعب المدرجة الضخمة ، حيث تعقد اللقاءات الرياضية الأفريقية . و تعد رياضات الكركيت ، و كرة القدم ، و الركبي ، و السباحة ، و ألعاب القوي ، و الجولف الآن من الرياضات الشعبية هنا . و يقع مقر الفريق الكيني للكريكيت في (نيروبي) . و تشتهر المدينة بسباقات رالي السفاري ، و سباقات رالي السيارات ، و سباقات الماراثون . و يوجد بها أيضا أكبر حلبة تزلج علي الجليد في أفريقيا . و مازالت (نيروبي) بالرغم من كل مشاكلها هي مركز (كينيا) ، و يعرف الناس فيها كيف يجدون فرحتهم في بعضهم البعض ، و في موسيقاهم ، و رقصهم . و الأشخاص الذين يتجاوزون المشاكل اليومية لـ(نيروبي) ، يقعون في حبها ، و روحها المتغيرة أبدا .